هل يتحول الدواء المنتهية صلاحيته لمادة سامة أم يفقد مفعوله؟

1 829

السؤال

السلام عليكم

سؤالي عن الدواء: ما الذي يحدث له عندما تنتهي صلاحيته؟ هل يتحول لمادة سامة أم أنه يفقد مفعوله فقط؟ وما هي الأضرار التي تنتج عن تناول دواء منتهي الصلاحية؟ مثلا التتراسيكلين يتحول لمادة سامة، لكن هل بقية الأدوية ينطبق عليها ذلك؟

أيضا مع التوضيح للأشكال الدوائية أيهما أكثر ضررا حينما تنتهي صلاحيته الأقراص أم الأشربة أم الكبسولات أم ...؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مسالة انتهاء صلاحية الأدوية مسألة معقدة وشائكة، وتدخل فيها اعتبارات صحية للمرضى واقتصادية للشركات المنتجة، ولقد أقرت منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية قانونا يلزم الشركات منذ السبعينات من القرن الماضي بكتابة تاريخ الإنتاج، وتاريخ انتهاء الصلاحية على جميع الأدوية لضمان المفعول الأمثل للأدوية التي تؤخذ في ذلك المدى الزمني.

وليس معنى ذلك أن الدواء اليوم سليم، وغدا أصبح مادة سامة، ولكن ربما يتجه الدواء إلى فقدان نسبة معينة من مفعوله كلما مر الوقت على تاريخ انتهاء المفعول، ولا ننسى أن الأدوية عندما تتعرض لسوء تخزين تفقد مفعولها حتى وإن كان تاريخ الصلاحية ما زال فعالا.

والمضادات الحيوية على هيئة شراب بعد إضافة المذيب لها يجب إستخدامها في حدود 10 أيام، وإلا فقدت جزء من مفعولها، والأصل في جرعات الأشربة الدوائية إكمال الجرعات المقررة لمدة إسبوع إلى 10 أيام، وبالكاد تكفي العبوات لأخذ الجرعات كاملة حتى تؤتي ثمارها، وتقضي على الميكروبات، وتخفض من درجة الحرارة المرتفعة.

والمضاد الحيوي الشراب من أكثر أشكال الأدوية التي تتعرض للفساد كلما مر الوقت على انتهاء الصلاحية، ولا ننصح بإعطاء الأطفال دواء منتهي الصلاحية، أو مر على إعادة تركيبه فترة من الوقت؛ لأن أقل شيء يمكن حدوثه هو القيء والإسهال مع عدم الاستفادة أصلا من الدواء.

وقد يدخل في تلك المسألة الشائكة عامل اقتصادي مهم للشركات لإعادة شراء الأدوية كلما حل تاريخ انتهاء الصلاحية، ولكن لم يثبت سمية للأدوية منتهية الصلاحية إلا كما ذكرت كبسولات التتراسيكيلن، وهي مضاد حيوي من الأجيال القديمة، ولكن ما زال يستخدم خصوصا في الأمراض الجلدية، وعلاج حب الشباب.

ومدة 2 إلى 3 إلى 5 سنوات تكفي لتناول الدواء بفاعلية أكبر ولا داعي لشراء أدوية قريبة من تاريخ انتهاء الصلاحية، وهي ثقافة يجب أن يعلمها كل الناس حتى لا تضطر إلى تناول الدواء، وهو قريب من تاريخ أو انتهت فترة الصلاحية المذكورة.

والخلاصة أن انتهاء فترة صلاحية الدواء لا تعني حدوث ضرر من تناوله، ولكن قد تبدأ فاعلية الدواء في التناقص التدريجي كلما مر الوقت، وعند إعادة تركيب المضاد الحيوي الشراب يجب إكمال الجرعات والتخلص الآمن من باقي الأدوية في المرحاض مع التخلص الآمن من الأدوية عن طريق وضعها في عبوات محكمة الغلق، وتسليمها إلى البلدية أو في حاويات القمامة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات