السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب عمري 20 سنة، أعيش وحدي منذ سنتين بعيدا عن أهلي خارج أرض الوطن، وعندي مشكلة هي أني كلما أردت أن أنظم حياتي أتهاون، فأنا أواجه مشاكل في العمل، وضغوطات كثيرة منها مادية ومعنوية، لدرجة أني أصبحت أدخن وبشراهة.
في الليل لا يأتيني النوم، وأتصفح الإنترنت حتى الصباح في المواقع الاجتماعية والدردشة، لدرجة أني أيضا أصبحت مدمنا على العادة السرية.
أريد أن أتوب إلى الله تعالى، وأسلك الطريق الصحيح، أصبحت أكره نفسي بتصرفاتي، وانعزلت عن الناس، ومرضت نفسيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، ولا شك أنه وضع صعب تجد نفسك فيه، وربما خلال السنتين الماضيتين.
كثير من الشباب يعيش بشكل جيد، ولا بأس به عندما يكون وسط أسرته وأصدقائه، إلا أنه يشعر بالعزلة الشديدة عندما ينتقل لبلد آخر، حيث تغيب تلك الشبكة الاجتماعية التي كان يعتمد عليه، فكل واحد منا يحتاج في حياته لمثل هذه الشبكة الاجتماعية.
نعم بعض البلاد ومنها بلاد الخليج، قد تكون العزلة الاجتماعية فيها صعبة جدا على الشخص الذي ليس من ذلك المجتمع، ويحتاج هذا الإنسان للكثير من الحافزية للمحافظة على حيويته وتفاعله، وبعض الشباب قد يلجأ لممارسة العادة السرية عندما يشعر بالملل والعزلة الاجتماعية، فعلاجها عن طريق تغيير نمط الحياة، ومحاولة الخروج من هذا الملل وهذه العزلة الاجتماعية، فقد وجد أن نقص الملل يترافق مع انخفاض الممارسة.
حاول أن تعيد ترتيب أوليات نشاطك اليومي، ولا بد أن تعمل على الخروج يوميا من البيت، فجلوس الشاب في بيته أو غرفته ليس بالأمر الصحي، وهو مدخل بعض الصعوبات والسلوكيات غير المرغوب فيها، ومنها إدمان الانترنت والعادة السرية وغيرهما، ومن ثم السهر ليلا يجعل نومك مضطربا، وبالتالي يضيع معظم الصباح بالنوم، وهكذا الدائرة المعيبة، وأفضل شيء هو كسر هذه الدائرة، وليس هناك طبعا من حل سحري، وإنما اختر أضعف نقطة في هذه الدائرة المعيبة، وابدأ بها.
هل هي مثلا التخلص من الساعات الطويلة على الانترنت؟
أو تحديد ساعة معينة للنوم المناسب، لتستيقظ في الصباح الباكر؟
أم هي محاولة الالتزام بصلاة الجماعة اليومية في المساجد؟
اختر المدخل الأفضل لهذه الدائرة، وامش في طريق التغيير.
هل لك أن تتواصل مع بعض الأصدقاء، وحتى العدد القليل منهم، فهذا أفضل من الوحدة والانعزال، قد لا تجد "الصديق" الذي ترتاح له 100% إلا أن بعض الشيء أفضل من لا شيء، واحرص على الدروس العامة في المساجد، وهي كثيرة في قطر، ولله الحمد.
وفقك الله، وأعانك على الخروج مما أنت فيه.