السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أرسل أسمى التحايا لجميع القائمين على هذا الصرح الكبير، إن مجرد قراءتكم لهمومنا وتعاطفكم مع آلامنا وأحلامنا يعني الشيء الكثير لنا، فشكرا لكم.
أنا فتاة في 23 من العمر، تخرجت من نصف سنة مضت، وأحببت بعد تخرجي أن أستكشف ما أريد وأن أقوم بأشياء تعني لي شيئا بعيدا عن التزامات الدراسة أو العمل، ولكن المشكلة التي لم أعتقد أن تواجهني هي كثرة وقت الفراغ يوميا، أعرف قيمة الوقت ولا أريد أن يذهب هباء، أحاول شغل أغلب وقتي في القراءة والكتابة والرياضة، والتصفح وغيرها من اهتماماتي، ولكن مع ذلك وقت كثير من يومي يذهب دون طائل وفارغ.
بدأت أشعر باليأس قليلا من نفسي، فكل من حولي انشغل بحياته والتزاماته، فقليلا ما أتواصل مع صديقات أو أقارب، وليس هناك خيارات كثيرة نذهب لها لنقوم بأنشطة حرة، أصبحت أيامي متشابهة ومملة، أحب أن أجرب أشياء جديدة، أحب الاختلاط بالناس ومشاركتهم أيامهم، لكن أشعر كمن أغلق عليه في قفص وألقي بعيدا.
أريد أن أقوم بشيء مفيد ولدي القدرة على ذلك، ولكن لا أعرف كيف، قد لا تكون مشكلة تخصني وحدي ولكن ألاحظها لكثير ممن هم في هذا العمر، مع انتشار البطالة وكثرة أوقات الفراغ، أصبح الكثير يحاول أن يشغله فيما يعود عليه بالضرر، بالجلوس على التلفاز أو المواقع، أو حتى في الطرقات وإزعاج المارة، كم أتمنى لو أن أمامي خيارات متعددة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونؤكد لك أنك وضعت يدك على النقاط الهامة، والشعور بمشكلة الفراغ هو بداية الحل، وهي البداية الصحيحة للخروج من هذا المأزق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ولا يخفى على أمثالك أن العاقلة تستخدم هذه الفرص، وأنت - ولله الحمد - عاقلة، والدليل هو هذا التواصل مع الموقع وطرح هذا السؤال المميز، العاقلة تملأ وقتها بقراءة كتاب الله تبارك وتعالى، وتحاول –وأنت في بلد ولله الحمد كريمة– أن تخرج إلى المراكز النسائية، هناك حيث الإبداع، حيث العمل، حيث مقابلة الآخرين، حيث المشاركة.
ونحن نقترح عليك أن تذهبي إلى مراكز التحفيظ أو مراكز الدعوة والإرشاد، وتقدمي نفسك كمتطوعة في دعوة الجاليات، أو الإعلان للمحاضرات أو في أي عمل في هذا المجال، لأن هذا ميدان خصب، وفيه خيار الناس، ولذلك نحن لا نريد لأمثالك أن تسجن نفسها، بل أن توجه هذه القدرات وهذه الطاقات فيما يقرب إلى رب الأرض والسموات.
وفي البيت ينبغي أن يكون لك جدول محدد للدراسة والراحة والجلوس مع الأسرة، وتنويع الثقافة والفهم، ونقترح عليك القراءات المتعلقة بالمرأة المسلمة وبدينها وباحتياجاتها، ثم بعض المقدمات في أمور التربية والحياة الأسرية، يعني تعدي نفسك بمثل هذه الأمور، ولن تشعري بعد ذلك بالوقت وستفاجئين أن الواجبات أكثر من الأوقات، فسلف الأمة الأبرار كانوا يبكون لكثرة الفضائل وقلة الأوقات، كثرة الفضائل والجمائل والكمائل التي جاءت به هذه الشريعة وقلة وضيق الأوقات.
أما نحن فلست أدري من أين نجد هذا الوقت؟ فاستخدمي هذه اللحظات فيما يقربك إلى رب الأرض والسموات، وابحثي عن الهوايات النافعة المفيدة بالنسبة لك، وحاولي أن تكوني إلى جوار الوالدة والجدة والأهل، حاولي أن تعملي في البيت، يعني المهم أن تبدعي في المهارات وفي التجارب والعمل، وطبعا من المجالات الهامة التواصل مع المواقع مثل موقعك هذا، وطرح الأسئلة، وقراءة الأسئلة والاستشارات، وإبداء الرأي، هذا أيضا جانب ينبغي أن يكون له حظ ونصيب، -والحمد لله- هذه الأجهزة قربت المسافات، ومع على الفتاة المسلمة إلا أن تحسن الاختيار للمواقع النظيفة الأمينة المحكمة علميا، وتلك المواقع النسائية التي تشرف عليها داعيات أو دعاة إلى الله تبارك وتعالى.
نسأل الله لنا ولك التوفيق، ونسأل الله لنا ولك أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.