أخفيت عن زوجي حقائق عن صحتي، فتغيرت مشاعره لما عرف بها!

0 369

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة حديثا منذ شهرين، زوجي كان صريحا معي بكل شيء، وبادر معي بذكر مشاكله الجسدية، إلا أنه سليم، ولا يلزم أن يذكر، وأنا أخفيت عنه أنني أعاني من الجنف في ظهري (بدرجة 25 )، وقسم من أسناني تركيب بجسر، وعندما علم بهذا الشي بعد زواجنا، أصبح لا يطيقني، وأنا خائفة من الانفصال، علما أنه ينوي هذا الشيء حيث أصبح لا يحبني.

سؤالي: ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soso m a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونحب أن نؤكد لك أن الصدق منجاة، وأن الإنسان عليه أن يصدق في مثل هذه الأحوال، والصدق يجبر الإنسان على أن يتعامل مع الإنسان بصدق أيضا، ولكن على كل حال أرجو أن تظهري له ما عندك من صفات حسنة، فإن الصفات الحسنة تغطي على العيوب، وينبغي أن يعلم ويعلم كل إنسان أنه لا يوجد إنسان رجلا كان أو امرأة إلا وفيه نقائص وعيوب، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.

ولذلك نتمنى ألا تيأسي، واحرصي على إكرامه والاقتراب منه، وإظهار ما وهبك الله من مفاتن ومحاسن، وملاطفته، والإحسان إليه، فإن هذه الأمور لها أثرا كبيرا على العلاقة الزوجية، وكوني دائما مبادرة بالاحتفاء به والاهتمام بحياته وحسن استقباله، وحسن وداعه، والسؤال عنه إذا غاب، التحبب إليه، فإن هذه الأشياء تؤثر على الرجل ولا شك.

وحاولي دائما أن تبيني له عن طريق الاعتذار اللطيف، أنك ما قصدت مثل هذه الأمور، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونحب أن نؤكد أن العيوب التي يذكرها الإنسان، هي العيوب التي تؤثر على العلاقة، لكن ما سوى ذلك ليس ملزما بذكرها، ولكن لا نريد أن يكون هذا سببا للفراق أو الطلاق، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرفع درجتك، وأن يعينك على الخير، واعلمي أن أقصر طريق للوصول إلى قلب الزوج هو الطاعة لله -تبارك وتعالى-، فإن قلوب الرجال وقلوب النساء بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وإذا أصلحت المرأة ما بينها وبين ربها، أصلح الله لها ما بينها وما بين زوجها وما بين الناس، قال العظيم: {وأصلحنا له زوجه} ماذا كانوا يفعلون؟ {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}، فأقصر طريق إلى قلوب العباد هو طاعة رب العباد، فاحرصي على أن تكوني مطيعة لله -تبارك وتعالى-، وتوجهي إليه، فإن قلب زوجك – كما قلنا – وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه -سبحانه- يقلبها، وإذا عمل الإنسان من الصالحات، فإن الله ينادي جبريل أن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، واقرئي إن شئت قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، يعني محبة في قلوب الخلق، فكيف إذا كان هذا هو الزوج، الذي اختارك من دون النساء، ورضيك زوجة له، فهو بالأصل التقى بك بالأرواح، ومثل هذه الأمور -إن شاء الله تعالى- لا تؤثر، فاعملي بالوصية، وتقربي إلى رب البرية، واحرصي دائما على خدمته وإكرامه وتعويضه عن هذه الأشياء التي أثرت عليه.

ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات