السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا فتاة عمري 24 سنة، مؤمنة ومتدينة -والحمد لله- ومن عائلة طيبة ومحافظة.
تقدم لي شخصان، الشخص الأول: يكبرني (13) سنة، ملتزم وإمام وخطيب جامع وحافظ للقرآن، لكن لديه ظروف قاهرة حاليا، إذ أنه معتقل منذ فترة في السجون الظالمة المنتشرة في البلاد، وقال لي أنه سيتقدم لي فور خروجه من السجن ولا أعلم متى سيخرج، وأهلي لا يعلمون بوضعه، ولا أعلم إن كانوا سيوافقون عليه أم لا، ولأنه شخص لا يفوت فأنا مستعدة أنتظره لعشرات السنين، فأمنيتي الزواج من رجل هذه مواصفاته.
والشخص الثاني: أكبر مني يكبرني بسنة، وهو شاب جيد، وأحد تلامذة أخي، ويعرفه حق المعرفة، لكنه لا يرقى إلى الأول -والله تعالى أعلم-، وقدرا، الثاني سيتقدم لي في نفس يوم وموعد محاكمة الأول.
سؤالي: هل أؤجل الموضوع إلى حين أن أرى ما هو الحكم؟ كيف أخبر الأول أنه سيتقدم لي شخص في نفس موعد محاكمته؟ وهل أخبره أم لا؟
وفقكم الله لما فيه خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونحن نشكر لك الرغبة في صاحب الدين، وهنيئا لك بهذا التدين والتمسك بآداب هذا الدين العظيم، فإن هذا شرف للفتاة أن تكون متدينة، وأن ترغب في أهل الدين وأصحاب الدين.
ونحب أن نؤكد أن من حق الفتاة أن تطلب فرصة، ودائما من المصلحة للفتاة أن تطلب فرصة، وقولي للأهل وللجميع: (أعطوني فرصة حتى أفكر وأستخير وأنظر في أمري وأتأمل، وبعد ذلك أعطيكم الإجابة)، وليس من الحكمة أن تخبري أنه تقدم لك أحد في موعد محاكمته، فتزيد عليه الأحزان، وليس من الحكمة أن تخبري أهلك، أن السبب هو أنك تنتظرين آخر، لأن هذا أمر ينبغي أن يكون في غاية الكتمان، وسر في نفسك ينبغي أن تستمري عليه، وتحافظي عليه، وتستري عليه، والإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره.
ويمكن أن تقولي أيضا أنك (كتبت استشارة لموقع وأنتظر الإجابة)، أو قولي (أريد أن أستشير وعندي موقع إسلام ويب)، حتى يمكن أن تحددي حول هذا الأمر، أو تقولي (دعوني أفكر في الموضوع وأرد عليكم، أعطوني فرصة أسبوع)، وهذه أشياء معروفة، من حق الأسرة ومن حق الفتاة، وغالبا ما يحدث هذا، والناس يألفون هذا، أن يقول من يتقدم إليه (نريد فرصة).
هذه الفرصة من حقك أن تسألي عن الشابين بطريقتك الخاصة، تتعرفين أكثر على كل منهما، على الإيجابيات والسلبيات، فالموضوع فعلا يحتاج إلى دراسة، ولأن الزواج مشروع طويل فنحن نريد أن تفكري فيه تفكيرا جادا.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن على الاستعداد أن تتواصلي معنا بالنتائج، لكن نقترح الآن أن تطلبي لنفسك فرصة، وحاولي إخراجها بأحسن وأكمل صورة، إما أن تربطيها بالامتحان، أو تربطيها بالتفكير في موضوع معين، أو تربطيها بأي موضوع يمكن أن يقنع الأهل ويقنع الأسرة، في أنك تريدين أن تفكري في الموضوع، وستردين، والأسرة ستقول لهم (إن شاء الله نعطيكم الجواب بعد شهر، أو بعد أسبوع أو بعد ... ) إلى آخره.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وطبعا هذه الفرصة لا بد أن تستخيري فيها، لأن الإنسان إذا احتار في أمر، فإن عليه أن يسارع إلى صلاة الاستخارة، ومن أهميتها كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ولن تندم من تستخير وتستشير، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير -سبحانه وتعالى-.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.