السؤال
السلام عليكم.
أنا أم لطفلة، وزوجي يريد أن يتزوج بدون أي مبررات، فهل يجوز له أن يقول لزوجته بأنه يريد أن يتزوج؟
والآن بسبب المشاكل التي حصلت، وأنه لم يقف إلى جانبي عندما توفيت والدتي، أصبحنا منفصلين منذ شهر فبراير 2013، فهل أطلب الطلاق لأن الحياة الزوجية بيننا وصلت إلى طريق مسدود؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يديم الألفة والمودة بينكما.
نحن نبدأ من حيث انتهيت - أيتها العزيزة – فنقول: نصيحتنا لك أن تصرفي النظر عن طلب الطلاق، ما دامت الأسباب هي ما ذكرت في استشارتك، فإن الحفاظ على الأسرة وإبقائها متماسكة مبنية -مقدم-، ولو أدى إلى التغاضي والتنازل عن بعض الحقوق من جانب الزوجة، وهذا التوجيه القرآني الذي أرشدنا إليه ربنا الكريم سبحانه، فقال سبحانه: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير}.
والطلاق في الغالب لا خير فيه لكلا الزوجين، فضلا عما يترتب عليه من ضياع الأبناء في غالب الأحوال، ولذلك فنصيحتنا الأولى لك هي: أن تصرفي النظر عن طلب الطلاق إذا كانت المبررات هي ما ذكرت.
أما عن قرار الزوج بأن يتزوج زوجة أخرى:
فإن التعدد أمر مشروع في الجملة، والله عز وجل أباحه بشرطه، ونحن نتفهم أحوال المرأة وعدم رضاها بأن يتزوج زوجها امرأة أخرى عليها، ونتفهم الطبيعة الإنسانية التي جبلت عليها المرأة من الغيرة، ولكن لا ينبغي أن تكون تلك الغيرة أن تصل لتحريم ما أحل الله، أو لمنع ما شرعه الله، ما دام الزوج يستطيع أن يقوم بحقوق الزوجتين، ويقدر على العدل بينهما.
فبقاؤك مع زوجك إن كان قادرا على أن يوفي لك حقوقك ويعدل بينك وبين ضرتك؛ خير لك من فراق الزوج بالكلية.
أما ما ذكرت من عدم وقوفه بجانبك عندما ماتت أمك، فإن الإحسان المتبادل بين الزوجين هو المعروف الذي دعا الله عز وجل إليه الزوج والزوجة، وندب سبحانه وتعالى إلى المعاشرة بالمعروف، ولكن يبقى أن هذا المعروف منه ما هو واجب متحتم، ومنه ما هو مستحب مرغب فيه، فينبغي أن تكوني عاقلة في محاسبة زوجك على ما ينوبك منه، فما كان من باب الإحسان والزيادة على الأداء للمفروض الواجب، فينبغي أن تصلي إليه بأساليب اللطف واللين، فإذا قصر فيه الزوج؛ فينبغي أن تكوني مقابلة لذلك التقصير بالعفو والمسامحة وغض الطرف، بل ينبغي للمرأة أن تغض الطرف أيضا عن بعض حقوقها الواجبة إذا رأت أن في ذلك إصلاحا للحال بينها وبين زوجها، وحفاظا على الأسرة من التفرق والشتات.
وخير ما تفعلينه - أيتها الأخت العزيزة – لتجديد الحياة بينك وبين زوجك:
هو أن تقومي أنت بما ينبغي أن تقوم به المرأة من حسن المعاشرة للزوج، والصبر على ذلك، وإن كان في أول أمره يعاني كثيرا من التقصير، فإنه - بإذن الله تعالى – سيجد نفسه مضطرا إلى معاملة الزوجة بمثل ما تعامله به، وأنت ستؤجرين على كل جهد تبذلينه في سبيل إصلاح زوجك والحفاظ على أسرتك.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر.