ينتاب زوجتي حالة خوف وهلع وتشتت انتباه وشم لرائحة غريبة، فهل تحتاج لعرضها على طبيب؟

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي عمرها 25 عاما، قبل عام شخصها طبيب الباطنية بنشاط في الغدة الدرقية، وهي تأخذ حبوبا، ولكن ليست بانتظام، قبل حوالي 3 أسابيع، كانت هناك حالة وفاة لأحد المقربين، وكانت تبكي بحرقة كبيرة، بعد تلك الحادثة كان الجو بالسعودية ممطرا، وكان صوت الرعد قوي جدا في الليل، وهي تخاف من صوت الرعد، فأصبحت منذ تلك الحادثة نومها قليل جدا (3-4 ساعات بحد أقصى).

في يوم الجمعة الفائت حدثت لها حالة من البكاء الشديد على فقد أبوها الذي توفي لما كانت هي في السابعة من عمرها، وظلت تبكي ساعتين أو أكثر، وفي نفس الوقت مساء أصبحت تتكلم عن أمور مختلفة وبدون تركيز، كما لو كنا نحدثها عن شيء، وترد بموضوع آخر، وأصبحت بحسب قولها تشم روائح كريهة في دورة المياه وفي أطراف من المنزل.

ذهبنا بها إلى طبيب باطنية لتحليل الغدة الدرقية، وتبين بأن لديها نشاطا في الغدة، فصرف لها الطبيب علاج الانديرال، لأنها وصفت حالتها بأنها تعاني من آلام في البطن وخفقان في الصدر، وأوصى طبيب الباطنية بزيارة طبيب نفسي وأنها قد يكون معها اكتئاب.

بعد وصف الطبيب للعلاج تحسن نومها، ولكنها أصبحت تقول بأنها أحيانا يخيل إليها أشياء، وأحيانا تسمع أشياء غير واقعية، وأنها تدري بأنها غير واقعية، أو كما تسميها هلوسة، مع اعتقادي بأنها تشتت في الذهن، فقد نتكلم في موضوع، وتقفز إلى قصة قديمة ليست لها أي علاقة في الموضوع، والرائحة التي تشمها في أماكن كثيرة في المنزل وخارجه، كما أنها تداوم على الأذكار.

فما رأيك يا دكتور بهذه الحالة، وأنا خائف من أن تتأزم الحالة أكثر لو ذهبنا إلى طبيب نفسي، فهل الأفضل الذهاب أم أن العلاج بسيط لحالتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ameenah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تتحدث عن زوجتك التي نسأل الله لها العافية والشفاء.

زوجتك مرت بظروف نفسية نسبة للأحداث الحياتية التي تمثلت في وفاة أحد الأقربين، والذي ظهر لي أنها في الأصل تعاني من نوع من الهشاشة النفسية، وقطعا اضطراب الغدة الدرقية ربما ساهم في ذلك، ولذا يجب أن يكون هنالك التزاما قاطعا بتناول العلاج الذي قرره الطبيب لتثبيط نشاط الغدة الدرقية، هذا الأمر بسيط، لكنه مهم جدا.

الأعراض التي تعاني منها زوجتك –الفاضلة- فيها الروح الاكتئابية، ولكن أرى أن الأمر قد يكون أكثر من ذلك، فتشتت أفكارها، وتطايرها، وعدم الترابط فيما بينها في بعض الأحيان، كما أن سماعها لأصوات بالرغم من إدراكها أنها غير واقعية، إلا أن هذا العرض عرض مهم جدا.

يا أخي الكريم: أنا أتفق تماما مع الأخ الذي نصحك بأن تذهب بزوجتك إلى طبيب نفسي، وأنا متأكد أنها سوف تقبل بذلك، لا تقل لها: (أنت مريضة)، لا تقل لها: (أنت متوهمة)، لا تقل لها: (أنت مهلوسة)، تكلم معها برفق ولطف ومودة، وقل لها: (أنت منهكة نفسيا بعض الشيء، وقد نصحني الطبيب بأن نزور الطبيب لمرة أو لمرتين حتى يوجه لنا الإرشاد المفيد، وكذلك يعطيك العلاج اللازم).

لا تخاطبها في صيغة الفرد، لا تقل لها: (أنت محتاجة للطبيب)، ولكن قل لها: (نحن من الأفضل أن نذهب إلى الطبيب، حتى نطمئن عليك)، فهذا فيه دفع نفسي مفيد جدا لها.

وأريد أن أنصحك، وذلك من خلال التنبيه على:
أن التدخل المبكر، وتناول العلاج في أول المرض دائما يأتي بنتائج رائعة جدا، ومثل حالة زوجتك الفاضلة تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدا، فحالتها أقرب لما يمكن أن يكون (اضطرابا ذهانيا)، مع وجود أعراض اكتئابية، ولكن تداخل الأفكار، وتغيير الموضوعات، والقفز من فكرة إلى أخرى، هذا أيضا عرض نشاهده كثيرا في الاضطرابات الوجدانية الأخرى.

عموما أنا متفائل جدا أنها سوف تعالج وبصورة حاسمة جدا، ولكن هذا يجب أن يتم من خلال الطبيب النفسي.

أرجو أن تفيدني -أخي الكريم الفاضل- مستقبلا بما حدث للفاضلة زوجتك، وأنا أريدك أن تذهب الآن إلى الطبيب، والنتائج -إن شاء الله تعالى- سوف تكون رائعة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات