السؤال
السلام عليكم..
أمدكم الله بالقوة، وجزاكم الجنة على ما تقدمونه للمجتمع من خدمات.
طفلتي الكبرى عمرها 4 سنوات ونصف، وهي لم تدخل للروضة بعد، بل أقوم بتدريسها في البيت وتستوعب ما أقوله -والحمد لله-، وتسير الأمور بشكل جيد، وسنرسلها للمدرسة في العام القادم -إن شاء الله-.
المشكلة أنها كانت هادئة جدا، ولا نشعر بوجودها، ولكن بعد ولادتي لطفلتي الثانية منذ سنة؛ أصبحت كثيرة الكلام والسؤال، وأحيانا تلعب وتصدر أصواتا عالية، وأصبحت تتمرد على أوامري، ليس دائما ولكن أحيانا، ولكنها أحيانا تتكلم كثيرا إلى حد مزعج، فكيف أتعامل معها؟
كما وأني أحيانا أطلب منها عدم ذكر بعض الأمور أمام الجيران، ولكنها لا تكتم سرا، أيضا هي لا تقوم بجمع ألعابها إلا بالتهديد أو وعدها بشيء في المقابل، فكيف أعلمها الترتيب؟
هي في المجمل طفلة جيدة، ولكنها أحيانا تصبح مزعجة وعنيدة، وكانت تضرب أختها أحيانا، وقمنا بحل المشكلة بالاتفاق مع الطبيبة التي تراجع عندها من أجل التطعيم، وأنها ستأخذ الصغيرة إن استمرت بضربها، وهي لم تعد تضربها بعد ذلك.
أرجو إفادتي بكيفية جعلها تكتم السر وتخفف من كلامها، علما بأني استخدمت أسلوب القصة لذلك ولم أستفد.
الأمر الآخر: هو أنني أخشى على حياتي الزوجية من دخول المشاكل إليها، فأنا -ولله الحمد- أعيش حياة سعيدة مع زوجي، وأهله يعاملونني وكأنني ابنة لهم، وأنا متزوجة منذ 6 سنوات، وأخاف من أن يحدث لنا شيء يسلبنا السعادة التي نحن فيها، وخاصة عندما أرى أو أسمع عن المشاكل التي تحدث بين الأزواج، كما أنني أعمل ما في وسعي ليكون زوجي راضيا عني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا على هذا الموقع، وشكرا على الإطراء على الخدمات.
وأما بالنسبة لعناد الطفلة وسلوكها:
فالطفلة الصغيرة في هذا العمر تحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن تعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح.
إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلتك ينطبق عليها هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسها، وخاصة مع ولادة أختها الصغرى.
ومن المعروف أن الطفلة تحتاج للانتباه من حولها كما تحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم تحصل الطفلة هذا الانتباه على سلوكها الحسن، فإنها ستخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، وكما تفعل معك من رفع الصوت وعصيان الأوامر.
إننا، معشر الآباء والأمهات، لا ننتبه للسلوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل لا أحد ينسى"، بينما نحن شديدو الانتباه للسلوك السلبي!
وما يمكن أن تفعلينه مع طفلتك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي تقوم به طفلتك، وأن تـشعريها بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريها عليه.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن تقوم به طفلتك، إلا السلوك الذي تعرض فيه نفسها أو غيرها للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفلة والآخرين مباشرة.
وأما بالنسبة لعناد طفلتك، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حولها، فحاولي التعامل معها كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليها عندما تتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنها عندما يصل عنادها لحد لا ترتاحين له.
وأنصح بدراسة كتاب أو أكثر في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة.
وبالنسبة لتعليم الطفلة أن لا تتحدث بأسرار الأسرة، فلا أظن أن هناك طريقة مضمونة لهذا، ومن الصعب على طفلة في هذا العمر لأن تكتم سرا، فهذا المفهوم يصعب فهمه من قبل الصغار، وأفضل طريقة هي بأن لا تعلم الطفلة ما لا يجب عليها أن تعلمه، وبالتالي فليس هناك من حاجة لكتمان سر ما.
حفظ الله أطفالك، وأقر بهم أعينكم.