السؤال
أنفي سبب لي قلقا في حياتي، ومظهر وجهي سيء بسبب أنفي، ذهبت لدكتور نفسي لكي أتعالج، وما زالت حياتي سوداء بسبب أن وجهي سيء جدا، ولا أحب أن أرى أحدا، ولا أذهب لأحد حتى لا ينظر إلي أحد.
أتذكر أشياء وصورا، وأتذكر وأنا صغير أن أنفي لم يكن هكذا ملحوظا، والدكتور وصف لي فافرين3 أقراص يوميا، واكنيتون قرص وسوبرانيل 3 أقراص وأدبيرازول نصف قرص يوميا 10مح.
والأمل في ربي، ثم بك -يا دكتور- أرجو مساعدتي؛ لأني لم أستطع التركيز على عملي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التحسس حول شكل الجسم، أو الاعتقاد بأن عضوا معينا في الجسم قبيح الشكل، هذا يؤدي إلى وساوس نفسية شديدة، وقد تصل بالإنسان إلى حالة الاكتئاب.
دراسات كثيرة أشارت أن الذين يوسوسون حول مظهرهم أو يعتقدون أن عضوا معينا في جسدهم قبيح، وغير مقبول المظهر، وجد أن حوالي سبعين بالمائة من هذه الأفكار ليست صحيحة، ونعرف أن هنالك أشخاصا يهتمون بمظهرهم أكثر من اللزوم، وهؤلاء يكونون عرضة لهذا الاكتئاب القلقي الوسواسي الذي تحدثنا عنه.
أنا أقدر مشاعرك جدا، وأنت تتفق معي أن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، والاختلافات الشكلية والخلقية هنا وهناك هي أمر عادي جدا، ويجب أن يكون مقبولا، وحتى الإنسان إذا ابتلي بشيء بسيط من التغيرات الخلقية هذه، فيجب أن يقبلها هكذا، هذا لا يعني أنني أقلل من مشاعرك، على العكس تماما، أنا أتعاطف معك كثيرا.
وأنت ما دمت ذهبت إلى الطبيب النفسي فقناعتك أن هذا الأمر فيه شيء من الوسواس، أو القلق الغير مبرر، والأدوية التي أعطاها لك الطبيب ممتازة وممتازة جدا، لا خلاف عليها، بعض الأطباء يعطون فقط عقار (فلوكستين) والذي يسمى (بروزاك) يضاف إليه جرعة صغيرة من (الإرببرزول) كما قام طبيبك بذلك، أو يستبدل في بعض الأحيان بعقار (سلبرايد/دوجماتيل).
فالمبدأ العلاجي الدوائي هو مبدأ سليم، لكن من المهم جدا أن تصل إلى قناعة بأن ما بك هو أمر عادي، ويجب أن تتطبع عليه وتتكيف معه.
في بعض الأحيان إذا ذهب المريض إلى جراح تجميل من أهل الثقة والدين – وهذا شرط فلا مانع في ذلك، وبعض الناس أيضا يذهبون لمقابلة أطباء الأنف والأذن والحنجرة.
على العموم إذا قمت بمقابلة جراح في التجميل حسن السيرة والسمعة لمرة واحدة، أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرا.
أخي الكريم الفاضل: اصرف انتباهك عن هذه الأعراض من خلال اجتهادك في عملك وتطوير ذاتك والإكثار من التواصل الاجتماعي، وأن تكون شخصا مثقفا ومطلعا، وعارفا، وتساعد الآخرين، وتكون بارا بوالديك، وأن تمارس الرياضة... هنالك أنشطة كثيرة مفيدة إذا أدخلها الإنسان على حياته تصرف انتباهه من الشوائب والمشاغل البسيطة مثل النوع الذي تحدثت عنه.
إذا تفكيرك هو ذو طابع وسواسي، وإذا اتبعت ما ذكرناه لك -إن شاء الله تعالى- تتحسن أمورك تماما.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.