صعوبة في اتخاذ القرارات وسوء حالتي النفسية.. أريد التغير والتحسن.

0 311

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع.

أشعر بالملل سريعا من أي شيء، أجد صعوبة في اتخاذ القرارات؛ لأني أخاف من أن أخطئ أو اختار اختيارا مفضولا، أتردد كثيرا، لا أحب فترات الانتظار، لا أتحمل الضغوط الحياتية العادية، أتناول فافرين100 منذ 5 أسابيع، وأتناول اللسترال منذ 10 أيام، كل يوم حبة لسترال 50 صباحا، وحبة فافرين 100 مساء.

لم أشعر بالتحسن حتى الآن، ما رأيكم في هذه الجرعات؟ وهل فعالية بديل اللسترال seserine تكافيء فعالية اللسترال؟ أود أن آخذ أقل الجرعات المناسبة؟ ومتى سأبدأ في الشعور بالتحسن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التردد في اتخاذ القرارات قد يكون سمة من سمات الشخصية، أو قد يكون ناتجا من الوساوس، الوساوس في بعض الأحيان تجعل الإنسان مترددا جدا، ويجد صعوبة حتى في اتخاذ القرارات البسيطة.

الأمر هذا يجب أن يعالج سلوكيا، أريدك أن تحدد موضوعا واحدا يوميا تكون فيه أكثر من خيارات، وتتدارسه، ثم تستخير، وتختار أحد الخيارات، وتصمم على التنفيذ، هذا تدريب سلوكي بسيط جدا.

مثلا: إذا أردت أن تشتري ملابس، هذا قرار بسيط جدا، لكن البعض يتردد فيه، حدد مكان السوق لشراء القميص، أو الملابس التي تريد أن تشتريها، وبعد ذلك تخير من بين أماكن معينة، ثم اعزم في أن تشتري من هذا المكان، ويا حبذا لو استطعت، أو تمكنت أن تصلي صلاة الاستخارة.

أخي الكريم: هذا مثال بسيط وبسيط جدا، لكن الناس قد تتردد حتى في الأمور البسيطة، بعد ذلك ترفع من مستوى خياراتك في القرارات الكبرى، وتكون الاستخارة هي ديدنك - أيها الفاضل الكريم - ولا تندم أبدا على ما اتخذته من قرار.

أما بالنسبة لموضوع الملل، فالملل من أكبر أسبابه هو سوء إدارة الوقت، الواجبات أكثر من الأوقات، إذا أخذنا بهذا المفهوم لن يحدث ملل أبدا، والعمر قصير، وأنت في أجمل سني العمر، فيجب أن تدير وقتك بصورة فعالة؛ لأن إدارة الوقت بصورة صحيحة تعني إدارة الحياة، ولن يحدث ملل أبدا.

أخي الكريم: اجعل أنشطتك اليومية متعددة، ضع كل شيء في قالبه الصحيح، ونفذه في زمنه المطلوب، العمل يحتاج لوقت، تطوير المهارات والمهنية تحتاج لوقت، القراءة تحتاج لوقت، الرياضة تحتاج لوقت، العبادة لها وقت، التواصل الاجتماعي له وقت، الراحة لها وقت، فأين الملل؟ لا يمكن أن يأتي الملل ما دام الإنسان لديه قدرة على وضع خارطة ذهنية يدير من خلالها وقته، فكن على هذا المنوال أخي الكريم.

وعليك أيضا بالرياضة، الرياضة محفزة جدا للوجدان الإنساني، وهي تزيل الشوائب القلقية، تحسن المزاج، وتجعل الإنسان في جانب التفاؤل، فاحرص على ذلك أخي الكريم.

الجانب العلاجي الدوائي: المبدأ السليم هو دواء واحد بجرعة واحدة ولمدة محدودة، هذا هو الذي نراه أفضل وأحسن، وكل هذه الأدوية متشابهة ومتشابهة لدرجة كبيرة.

إن أردت أن تأخذ الفافرين يجب أن تأخذه بجرعة صحيحة، وإن أردت أن تأخذ اللسترال – والذي يسمى سيرترالين – أو حتى البديل الذي ذكرته لا مانع في ذلك، المهم أن تكون الجرعة جرعة صحيحة.

لا داعي لدوائين في نفس الوقت، خاصة أن الفافرين – والذي يعرف علميا باسم فلوفكسمين – له تدخلات قوية جدا مع بقية الأدوية الأخرى؛ لأنه من الناحية الاستقلابية الأيضية يتفاعل من خلال أنزيم يعرف باسم (سيتوكروم 450).

فيا أخي الكريم: يجب أن ننهج النهج العلمي الصحيح، ولذا أنصحك بأن تتناول أحد الدوائين، إن كان خيارك هو السيرترالين – أي اللسترال – فأعتقد أن مائة مليجرام هي جرعتك، تبدأ بخمسين مليجرام – كما تفعل الآن – وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وهذه تستمر عليها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى خمسين مليجراما – أي حبة واحدة – لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلا بعد ليلة لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إذا كان خيارك هو الفافرين، فيجب أن تصل إلى الجرعة العلاجية، وهي من مائة إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، هو دواء سليم، دواء فاعل، لكن ليس هنالك ما يدعو أن تتناوله مع السيرترالين.

في بعض الأحيان نضيف مدعمات أخرى لهذه الأدوية الرئيسية، يعني (مثلا) اللسترال يمكن أن يضاف له (فلوناكسول) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، أو عقار (بسبار) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (بسبارون) بجرعة صغيرة، هناك بعض الأبحاث التي تشير أن هذه الأدوية قد تكون مدعمة، ونفس الشيء ينطبق على الفافرين.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات