السؤال
السلام عليكم
كنت أعاني من اكتئاب لأكثر من سنتين ونصف، وعندما راجعت طبيبا نفسيا صرف لي حبوب (Wellbutrin XL) في البداية أخذت حبة واحدة150 ملغ يوميا لمدة أسبوع، وبعدها طلب مني أن أزيد الجرعة لحبتين يوميا، وأنا على هذه الجرعة منذ 3 شهور، خلالها عانيت من دوار ودوخة، وهي ضمن الأعراض الجانبية للدواء، سببت لي مشاكل في المذاكرة، فكنت لا أستطيع المذاكرة بسبب الدوخة، فكانت تأتي الدوخة بعد الأكل أو الشرب بعد الأكل، وتلاحظ بشكل واضح بعد شرب المشروبات التي تحتوي على سكر عال مثل المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وكذلك صارت تحدث بعد شرب الشاي.
هل هناك طريقة لعلاج الدوخة؟ وهل إيقاف أخذ الحبوب في أيام المذاكرة يؤثر على حالة التعافي؟ للعلم أن الحبوب تعطي تأثيرا لمدة 24 ساعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدوخة قد تكون من أعراض (ويلبيوترين Wellbutrin) والذي يسمى عليما باسم (ببرابيون) لكن يعرف أن هذه الدوخة إن حصلت ستكون بسيطة جدا، وتكون في الأيام الأولى من العلاج، وفي حالة استمرارها هنا يجب أن يطرح الإنسان على نفسه أسئلة معينة: هل هذه الدوخة فعلا من الدواء أو هي لسبب آخر؟ أو أن العامل النفسي قد لعب فيها دورا؟
والشيء الصحيح -أيها الفاضل الكريم- هو أن تذهب وتقابل الطبيب مرة أخرى، وقطعا سوف يطلب منك إجراء بعض الفحوصات، على الأقل التأكد من مستوى الدم، ومستوى السكر، وفحص الأذن والجيوب الأنفية، وقياس ضغط الدم، هذه فحوصات أساسية في مثل هذه الحالة، نعم.. أنت تحدثت عن روابط مهمة، وهي أن هذه الدوخة تأتي بعد الأكل أو الشرب، فربما تكون أيضا مرتبطة بإفراز الأنسولين في الجسم، كثيرا ما تقوم غدة البنكرياس بإفراز كميات كبيرة من الأنسولين بعد تناولنا للطعام، خاصة الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات، وهي السكريات، وكعملية تعويضية لتنظيم السكر في الدم قد تفرز كمية كبيرة من الأنسولين تؤدي إلى شعور بالدوار البسيط أو الدوخة أو حتى التعب البسيط، هذه ظاهرة نشاهدها كثيرا بعد الإفطار في شهر رمضان المبارك.
الذي أريد أن ألفت نظرك إليه هو أن مقابلة الطبيب ستكون أمرا جيدا ومقبولا، وأنا أؤكد لك أنها سوف تطمئنك كثيرا.
إذا كان السبب هو الويلبيوترين ففي هذه الحالة قطعا تخفيف الدواء أو إيقافه سوف يكون هو الحل الصحيح، وتوجد أدوية بديلة كثيرة جدا.
في بعض الأحيان الدوخة التي تنتج من الأدوية إذا لم تؤثر على ضغط الدم من خلال أنها تؤدي إلى انخفاضه ففي مثل هذه الحالة، أنا أوصي بعقار (دوجماتيل) هذا اسمه العلمي، ويعرف علميا باسم (سلبرايد) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوع أو أسبوعين، هذا يجعل هذه الدوخة تنتهي تماما. بعض الإخوة الأطباء أيضا يصفون عقارا يعرف باسم (نتروبيل) وهو محسن تماما للدورة الدموية الدماغية.
الحلول كثيرة والخيارات كثيرة أيها الفاضل الكريم، وتمارين الاسترخاء دائما أنا أراها من أسهل ومن أفضل الطرق التي تساعد الإنسان على التخلص من أعراضه النفسية والجسدية، كالدوخة (مثلا).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.