السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة في سنة ثانية جامعة، بعمر 19 سنة، في المدرسة كنت من المتفوقات –والحمد لله-، تخرجت بنسبة عالية، ودائما أحب أن أدرس وأجتهد لأني أشعر بالمسؤولية تجاه دراستي وواجباتي وأكره الإهمال، وفي سنتي الأولى في الجامعة كنت متفوقة أيضا، ولكنني الآن أدرس وأجتهد ولا أحصل على درجات عالية، أصبت بالإحباط والآن دائما أشعر بالكآبة، ورغبة في البكاء وأحيانا أبكي بدون سبب واضح.
أخاف كثيرا من الامتحانات مع أنني أذاكر جيدا وأبذل ما في وسعي، ولكن وقت الامتحانات تزداد ضربات قلبي بشكل مبالغ فيه، وأفكر كثيرا وأقلق حتى على أبسط الأمور التي تتعلق بالدراسة، أحيانا لا أستطيع أن أنام وقت القيلولة لانزعاجي من ضربات قلبي المتزايدة لأسباب تافهة، تخصصي اخترته بقناعة تامة دون ضغوطات، منذ فترة أصبحت أهمل شكلي وشعري، وأمي وأختي وحتى أخي لاحظوا ذلك ويعلقون علي، وشعري يتساقط وخاصة عندما أذاكر، أقطع شعري بيدي ويتساقط على الكتب، أصبحت أستعمل أدوات أخواتي من مشط وأدوات نظافة مع أنني أستطيع الذهاب والشراء، ولكن لا أجد رغبة في ذلك، أقرر الخروج ثم أغير رأيي وأختي تتضايق من استعمالي لأغراضها بل حتى ملابسها .
أحب أن أجلس في البيت وأنعزل، وأنا أصلا لست اجتماعية بطبعي، لكنني أشعر بعدم رغبة في رؤية أحد من الأقارب أو زيارتهم، لا أحب الذهاب للمجمعات المزدحمة لأنني أشعر بعدم ثقة في نفسي لا أعلم لماذا؟ -الحمد لله- أنا محافظة على صلاتي وأقرأ القرآن، وأحاول قدر استطاعتي أن أبر والدي، مع أنني أخطأ في حق أمي كثيرا فأرفع صوتي أو أغضب أحيانا، ولكنني أشعر بالذنب وأعتذر لها أو أحاول ملاطفتها وإرضائها.
أتتني فترة كنت أكره الحديث مع أمي، وأنزعج من حديثها غصبا عني، مع أنني أحبها كثيرا وعلاقتي بها علاقة صداقة أكثر من أمومة، وأحيانا أنزعج من تصرفاتها أو شكلها، ولكنني في داخل نفسي أحبها، لا أعلم كيف أفسر هذا الشعور الغريب لكنه يحدث غضبا عني، كذلك كنت أشعر بنفور من صديقتي المقربة، أشعر بضيق في داخلي ثم بعد دقائق أشعر أنني سعيدة! حالي متقلب.
أشعر بآلام وثقل في شقي الأيسر خصوصا الكتف والركبة ووخز، وأتثاءب أحيانا عند قراءة القرآن أو الأدعية، أستمع للرقية الشرعية أو أرقي نفسي بنفسي وأشرب ماء زمزم، أعتقد أنني أعاني من العين والحسد، ولكنني أعلم وموقنة بأن الشفاء من الله وأنني يجب أن أصبر على البلاء، ولكنني في الوقت ذاته لا أريد أن أصبح أسيرة لفكرة أنني محسودة، وأجعل ذلك مبررا لإهمالي في الدراسة وحصولي على درجات متدنية.
الآن أعاني من عدم الرغبة في المذاكرة، وإذا ذاكرت فيكون ذلك على مضض، وأحيانا أريد المذاكرة وأتردد حتى ينتهي بي الأمر للتأجيل، وأصبحت أتضايق من الذهاب للكلية وأقلق دون سبب، أعاني أيضا من وسواس في الوضوء والصلاة، فأحيانا لا أعلم كم صليت فأقطع صلاتي وأعيدها، وأدقق كثيرا في الطعام، وأحيانا أجد شعرا أو أشياء تثير اشمئزازي من الأكل، يوجد في فناء منزلنا قطط وأنا أخاف منهم كثيرا ولا أحب سماع صوتهم، أو النظر لهم وأحيانا أحلم بكوابيس، رغم كل هذا إلا أنني أحمده تعالى على كل شيء لأنني في نعمة وخير، وأدرك أن الله إذا مسني بضر فهو وحده من يكشفه، حقا أعتذر للإطالة.
أرشدوني أثابكم الله.