أعاني من هزات لا إرادية في كل جسدي وأخاف مواجهة الناس.. ما هذه الحالة؟

0 282

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 عاما، وأعاني من هزات منذ طفولتي بدأت بهزة الرأس التي أشعر معها بأني أرغب في هز رأسي مرارا وتكرارا، ومن ثم أصبحت أشعر برغبة في الضغط على عيني وأغلق وأفتح عيوني مرارا، ويأتيني شعور أيضا برغبة في تحريك جسدي عند بطني، وأحركه حركة معينة، عدت مرات وبشكل مستمر خصوصا عندما أكون لوحدي، وتحريك كتفي أحيانا، واستمر حتى كبرت عندما أكون في تجمع أحاول ألا ألفت الانتباه، وأحاول التقليل منها، ولكن هذا يؤثر علي، فعندما أعود إلى المنزل تزيد هذه الهزات.

عندما أدرس أعاني كثيرا حيث تصبح لدي الرغبة في رفع صوتي، والشد على جسدي، وأصبحت لا أعرف أن أقرأ كلمة إلا إذا هززت جسدي بحركة معينة، حيث أصبحت أشعر بأنه أصابتني وساوس، لا أفعل شيئا معينا إلا إذا هززت جسدي، أو رأسي بحركة معينة، وعندما أنام تزداد هذه الهزات كثيرا، وعندما أكون قلقة، أو متعبة، أو عدد ساعات نومي قليلة تزاد بشكل كبير، وعندما أكون مرتاحة تقل بشكل كبير، هذا الشيء أعاني منه منذ الطفولة وسببت لي الكثير من الإحراج أولا.

وثانيا: أصبحت الحياة لدي صعبة؛ لأني لا أمارس حياتي اليومية بشكل جيد لا دراسة، لا نوم، لا تركيز، إذا كنت في تجمع أركز كل اهتمامي على عدم فعل هذه الحركات، لا اشعر بالراحة، وأيضا عندما أكون في محاضرة الجامعة، فإن اهتمامي ينصب على عدم فعلها، صبرت كثيرا إلا أنها تزداد شيئا فشيئا.

شخصيتي ضعيفة، وأخاف التحدث أمام الجمهور، وأخجل كثيرا من الناس، لا أعرف التكلم وإثبات وجودي في أي مكان، أو تجمع، لا أستطيع المواجهة أحيانا، ملتزمة في صلاتي، وقراءة القرآن، وفي لباسي -الحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ختمت رسالتك بكلام طيب أثلج صدري وشرح قلبي، وهذا الذي ذكرته حول أنك ملتزمة في صلاتك وقراءة القرآن وفي لبسك، أسأل الله أن يتقبل منك وأن يزيدك علما ونورا.

أيتها الفاضلة الكريمة: مشكلتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، فهذه الهزات والحركات اللاإرادية التي لازمتك من الطفولة يدخلها علماء النفس والسلوك في طيف الوسواس القهري، يعني هي نوع من أنواع الوساوس، هي من الحركات الرتيبة النمطية الطقوسية التي يجد الإنسان نفسه مكرها للقيام بها، إذا هي فيها جزئية إرادية وجزئية لا إرادية.

أنا أؤكد لك أنها يمكن أن تعالج وتعالج بصورة فاعلة جدا، وما تعانين منه من شعور بالإحباط قطعا هو ناتج من هذه العلة التي لم تعالج، لا أريدك أبدا أن تتهمي نفسك بأنك ضعيفة الشخصية، أنت لست ضعيفة الشخصية، لكن إدراكك ووعيك لذاتك هو الضعيف، لديك مقدرات، لديك طاقات حباك الله تعالى بها، لكنك لا تقدرينها التقدير الصحيح؛ لأن الوساوس قد عكرت من مزاجك وجعلتك تقيمين نفسك بصورة غير صحيحة.

لم أر ملتزما بصلاته وقراءة قرآنه يكون ضعيفا في الشخصية، لا، شخصيتك قوية، المؤمن شخصيته عظيمة، ثابتة، ثاقبة... فيا أيتها الفاضلة الكريمة: قيمي نفسك على أسس جديدة، وليس على هذه الأسس السلبية.

أريدك أن تتحدثي مع أسرتك بأنك محتاجة للذهاب لمقابلة طبيب نفسي؛ لأن الطبيب سوف يدربك على تمارين الاسترخاء، فهي مهمة، وأنت أيضا محتاجة لأحد الأدوية المضادة للوساوس النمطية الطقوسية، ومن أفضل هذه الأدوية عقار (فافرين).

ذهابك للطبيب أيضا مهم، حتى نتأكد من التشخيص، ومهما كانت درجة يقيني عالية بما ذكرته لك، لكن من رأى ليس كمن سمع، فحين يقوم الطبيب بفحصك سوف يكون ذلك مقنعا لك، يطبق عليك المعايير التشخيصية الصحيحة بعد أن يقوم بفحصك.

هنالك متلازمة تعرف بـ (متلازمة توريت)، وهي تتسم أيضا بوجود بعض الحركات اللاإرادية، لا أعتقد أنها تنطبق على حالتك، لكن مقابلتك للطبيب أيضا مهمة من هذه الناحية حتى نتأكد أنك لا تعانين من هذه المتلازمة، وحتى إن ثبت أنه لديك شيء منها فهي يمكن أن تعالج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات