تأنيب الضمير وعدم التركيز والبكاء تؤدي لضربي لابني بشدة

0 239

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من فترة قمت بالسكن في مكان جديد، وبعد مدة قصيرة بدأ ينتابني شعور غريب بتأنيب الضمير وعدم التركيز، والرغبة في البكاء على أي سبب، وأقوم بضرب ابني الكبير 8 سنوات ضربا شديدا جدا على أي تصرف يقوم به، وينتابني شعور بالانفصال عن زوجي في أي موقف يحدث بيننا، مع العلم أنني غير منتظمة بالصلاة على غير العادة، بل كنت محافظة جدا على كل الفرائض، ومن الحين لآخر لا أرى بركة في المال ولا في الصحة، وحزينة حزنا شديدا على ما أنا فيه الآن، ولا أدري ماذا أفعل من أجل الحفاظ على بيتي وزوجي وأولادي؟

الرجاء إفادتي في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.

ما فهمت من سؤالك أنك ومنذ انتقالك للسكن الجديد، ومن مدة قصيرة وأنت تشعرين بتغير كبير في حياتك النفسية وفي سلوكك، وبطريقة يصعب عليك تفسير هذه التغيرات، ومن هذه التغيرات ميلك للبكاء وتأنيب الضمير، وضعف التركيز والعصبية مما ينتج عنه ضربك لطفلك، وغيرها من المشاعر والتصرفات.

ويبدو لي أن هناك احتمالا أن ما تعانين منه هو حالة من الاكتئاب، وربما هناك أيضا أعراض أخرى كاضطراب النوم والشهية للطعام، وربما نقص الوزن أو زيادته، وقد يكون لا علاقة للحالة بالانتقال للمنزل الجديد، وإن كان الانتقال عادة سبب كبير لضغوط الحياة.

ومعك الحق في التخوف على أولادك وزوجك وبيتك، لأن بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب، وخاصة غير المعالجة، قد ينتج عنها اضطراب شديد في العلاقات الأسرية والاجتماعية، وعلى قيام الإنسان بدوره أو أدواره الاجتماعية، لا بد أن أسألك إن كان لديك طفل صغير ولد من فترة قريبة، وهل عمره دون السنة؟

لأنه إن كان هذا موجود، فهناك احتمال أن عندك حالة من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو نوع خاص من الاكتئاب الذي يصيب الأم بعد أيام أو أسابيع من الولادة، ومن دون علاج قد تستمر الأعراض لعدة أشهر قد تصل إلى السنة.

والخبر الجيد أن علاج الاكتئاب قد تطور كثيرا في العقدين أو الثلاثة الأخيرة، والعادة أن علاج اكتئاب ما بعد الولادة سريع التأثير، أنصحك بأخذ موعد من طبيبة الأسرة أولا، لتقوم ببعض الاختبارات لاستبعاد أي أمراض جسدية يمكن أن تشبه الاكتئاب كنقص نشاط الغدة الدرقية وغيرها، ويمكن لهذه الطبيبة أن تنصح بالخطوة التالية والتي يمكن أن تكون أخذ موعد مع الطبيب النفسي، ممن يمكن أن يساعد في تحديد التشخيص، فيما إذا كان الاكتئاب أو غيره، ومن ثم وضع الخطة العلاجية.

كما يفضل الاستماع إلى الرقية الشرعية فإنها من الأسباب المشروعة للتداوي وكما قال تعالى: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لما في الصدور).

حفظك الله من كل سوء، وكتب لك الشفاء في أقرب وقت.

مواد ذات صلة

الاستشارات