السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله لكم التوفيق والسداد في ما تقدمونه من استشارات تنفع الإسلام والمسلمين.
أنا رجل عمري 19 سنة، واجهت مشاكل في الدراسة في الثانوية بسبب ضغط نفسي وأسري، وتسبب هذا في إعادة سنة ثاني ثانوي، وفي السنة الجديدة درست أسبوعا في القسم العلمي، ثم نصحني الوالد أن أغير تخصصي إلى القسم الشرعي، وفعلا تم تحويلي إلى القسم الشرعي، وتخرجت من الثانوية بعد صعوبة، لكرهي للدراسة، ونسبة الشهادة متوسطة -والحمد لله- بكل الأحوال.
قدمت على جامعات في المملكة وتم قبولي -والحمد لله- في أكثر من جامعة، وفي تخصصات مختلفة، وكانت رغبتي في قسم التصميم بالحاسب، ولكن لا يوجد في السعودية قسم تصميم بالحاسب، رغم أن تخصصي الشرعي بالأساس لا يسمح لي بالتقديم على هذا القسم!
الآن أدرس في كلية الشريعة، وهذا أول فصل لي في الكلية، ولكن طموحي وهواياتي لا تـناسب هذا القسم أبدا.
صحيح أن هذا ديني ويجب علي أن أعرف ديني في عالم مليء بالفتن والإلحاد والتهجم على الإسلام، وتشويه سمعة العلماء قبل المسلمين, فمن طموحي أن أغير هذه النظرة عند البعض.
والمجال الذي أبدع فيه هو "التصميم الثلاثي الأبعاد" أستطيع أن أبدع فيه بشكل احترافي، وهذا ليس غرورا، وأنا واثق من قدراتي -ولله الحمد-، عملت أكثر من تصميم، ونال إعجاب الكثير، وشجعوني ولكن هذا لا شيء فلم أبدأ بعد، لنقص في الأدوات، والوقت مع الدراسة.
طموحي أن أصمم أفلاما ثلاثية الأبعاد تحكي عن واقع أحوال ومعاناة إخواننا المسلمين في فلسطين والعراق وسوريا وبورما، وكل حال للمسلمين، على أمل أن ينفع أمة محمد -عليه الصلاة والسلام-، وأحوال المجاهدين وحياتهم، برسومات وتصاميم أقرب إلى الحقيقة إن لم تعتقد أنها حقيقية.
والهدف أن نعلم الأطفال والمجتمع من أين يأخذون قدوتهم؟ ويعلمون أنه لا زال هناك أبطال في الأمة الإسلامية والتاريخ غائب عنهم, وهذه فكرة بسيطة من الأفكار التي تجول في عقلي ولم أبدأ بعد، وفي عقلي الكثير من الأفكار، أريد أن أطرحها وأعمل عليها، ولكن تحتاج لوقت.
رغم أن نصف وقتي في التصميم، وكل يوم أطور نفسي، ولكن هذا التعب كله إلى أين سيذهب بعد التخرج من تخصص الشريعة؟
هل سأتوظف وظيفة وستأخذ كل وقتي مثل الموظفين الذين يسيرون كل صباح، وينتهي عمرهم في الذهاب والعودة من العمل دون أن يضعوا بصمة وأثرا لهم.
الأهل لا يعترفون إلا بالدراسة, أما بالنسبة لحالتي الاجتماعية فأنا لست اجتماعيا وأميل إلى الانطوائية أكثر، ولا أفكر أن أتزوج أبدا، شخصيتي ليست ضعيفة، أستطيع أن أتحدث أمام القاعة كاملة وفيها قرابة 100 طالب، ليس لدي رهاب اجتماعي، ولكن أفضل البقاء في عالمي الخاص.
أريد فقط أن أنشغل في طموحي وأهدافي لكي أحققها، أنا بغنى عن المسؤولية في الزواج والعزائم والمناسبات، جميل أن أعيش لوحدي في عالمي الخاص، أريد أن أحقق أهدافي وأستمر فيها بعيدا عن المشاكل والضوضاء التي لا تنتهي.
أنا أتيت هنا لكي أستشيركم في طموحي أمام دراستي، ما مصير طموحي وخططي أمام تخصص لا يمت بصلة أمام أهدافي وطموحي؟ وما الذي أفعله؟
أعتذر على الإطالة؛ ولكن لا أريد أن أطرح موضوعا بعد سنين بعنوان "سنين من عمري ضاعت بدون أهداف".