السؤال
السلام عليكم
طرحت سؤالا عليكم منذ فترة ما يقارب السنة، وأنا أشكركم على جهودكم، ولكن الحالة التي أنا فيها من آلام في الصدر والكتفين، والذراع وتنميل، أحاول جاهدا أن أتأقلم معها، ولكن لا فائدة، وكل يوم أحس بآلام جديدة تحت الإبط.
مثلا أتحسس على أضلاع صدري أحس بآلام، وأنا أخاف من كل شيء، مهما كان سخيفا، لدرجة أني أخاف أن أفرح، أخاف أن أغير روتين حياتي، وأربط كل شيء بالموت، أي شيء مهما كان.
أنا بصراحة أفتقد السعادة في الحياة كاملة، ومنذ فترة أحسست بألم في صدري فخفت كثيرا، وأصابني تشنج شديد، وتنميل في كل جسدي، أسعفت إلى المستشفى، وقاموا بتصوير الصدر وتخطيط القلب، وتحاليل دم وتحاليل أنزيمات القلب، وكل شيء -والحمد لله- سليم.
علما أني قمت بتحليل الدم قبل فترة، وقال لي الطبيب: إن لزوجة الدم عندي مرتفعة، وقال لي: يجب أن تقلع عن التدخين، وفعلا أقلعت فترة، ولكن أدخن حاليا بشكل متقطع، وللتذكير أن الطقطقة في المفاصل دائما أسمعها، وخصوصا من الكتفين.
حالتي فعلا ليست طبيعية، أرجو المساعدة وبسرعة من فضلكم، فقد تعبت كثيرا، وأصبحت عصبيا لدرجة غريبة، من أي شيء صغير أعصب!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفق مع الطبيب الذي نصحك بالتوقف عن التدخين؛ لأن التدخين يؤدي إلى زيادة التركيز في الدم، وزيادة لزوجته، وهذا قد تكون له مآلات ليست طيبة.
أنا تدارست رسالتك، وما استطعت أن أخلص إليه أنك تعاني مما نسميه بأعراض التجسيد، وهي أعراض جسدية مختلفة، تصيب أجزاء الجسم هنا وهناك (آلام – تنميل – انشدادات عضلية) وهكذا... هذه الحالات غالبا يكون منشؤها نفسيا، وأنت قمت بالخطوة الصحيحة حين ذهبت وأجريت الفحوصات حين شعرت بالألم في صدرك، وقد أحسن الأطباء بأنهم أبحروا في التحاليل حتى قاموا بتحليل أنزيمات الكبد، وذلك للتأكد، -والحمد لله- كان كل شيء سليما، إذا لا تتردد على الأطباء، هذا أساس رئيسي جدا في علاج ما نسميه بالمراء المرضي أو التجسيد والذي يسبب قلقا، وفي بعض الأحيان شعور بالإحباط وعدم الارتياح.
أريدك أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية شروطها معروفة، وهي أن تحسن إدارة وقتك، أن تتقن عملك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تجتهد في عباداتك، أن تمارس الرياضة، والرياضة على وجه الخصوص أراها مهمة جدا في حياتك، وعليك بالنوم المبكر، الاطلاع، القراءة، الترفيه على النفس بما هو متاح وبماح، السعي دائما لبر الوالدين، التوازن الغذائي الصحيح... هذه هي الحياة الصحية التي تفيدك، فحاول بقدر المستطاع أن تسير على هذا المنهج.
النقطة الأخيرة هي: إذا قابلت الطبيب النفسي هذا أمر أوصي به وأؤيده تماما؛ لأنك بالفعل تحتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف وأعراض التجسيد، ومن الأدوية الفعالة جدا عقار يعرف باسم (سيمبالتا) واسمه العلمي (ديولكستين) جرعته هي ثلاثين مليجراما، يتم تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين تجعلها ستين مليجراما يوميا، يتم أيضا تناولها بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى ثلاثين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم ثلاثين مليجراما يوما بعد لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء، وهنالك أدوية بديلة أخرى كثيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.