السؤال
السلام عليكم
أشكركم على مجهودكم في هذا الموقع المبارك، أسأل الله أن يجعلكم مباركين أينما كنتم.
مشكلتي هي أن ثقافتي تقريبا صفر، أنا أريد أن أكون مثقفا أو عندي معلومات حياتية؛ لأن معلوماتي ليست واسعة، أقرأ أحيانا في المشاكل النفسية، وبعض الأمور الدينية، لأني أحب هذين المجالين بشدة، وأريد بناء ثقافتي على النحو التالي:
- الثقافة الدينية 40%.
- علم النفس ومجال الاختصاصيين الاجتماعيين 30%.
- 30% الباقية تكون متنوعة في تاريخ وطب وسياسة...إلخ.
أرجو ترشيح عدد من الكتب في كل مجال، حتى لو كان عدد الكتب كثيرا، لا مشكلة في ذلك، وأرجو التوسع في المجال الديني، والمجال الاختصاصي الاجتماعي.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل والاهتمام بمسألة الثقافة، والثقافة هي الأخذ من كل شيء بطرف، والإنسان بحاجة إلى أن يثقف نفسه، والإنسان إذا أخذ من كل شيء بطرف فيكون عالما بشيء من كل شيء، وهذا ما أشار إليه ابن الجوزي:
لن ينال العلم كل أحد *** لا وإن عاش ألف سنة
إنما العلم عميق بحره *** فخذوا من كل شيء أحسنه
مثله أيضا ما قاله:
فالنحل لما جنى من كل فاكهة *** حوى جوهرين الشمـع والعسلا
فالشمع نور يستضـــاء به *** والشهد يبرئ الأسقـام والعللا
لكننا كنا نتمنى في البداية أن نعرف في أي مستوى أنت؟ كم عمرك؟ ما هو المستوى الدراسي الذي وصلت إليه؟ ما هو التخصص الذي تميل إليه؟
لأن هذه الأمور أيضا ينبغي أن تبنى على قواعد وأسس، فنحن لا نريد أن تكون القراءة عشوائية، والمسلم يبدأ فيقرأ ما يصحح به عقيدته وعبادته ومعاملاته، ثم ينطلق بعد ذلك في المجال الذي يميل إليه، ولا مانع من أن تكون له ثقافة جانبية، لكن نحن نريد أن يتخصص، وهذا عصر التخصصات الدقيقة.
لذلك نتمنى أن تكتب لنا بتفصيل وبتعريف عن المراحل الدراسية التي قطعتها، الأشياء التي تميل إليها، الثقافة الشرعية التي عندك، حتى نبني على هذه المعلومات، وعندها نستطيع أن ننصح بقراءة بعض الأشياء وسماع أشياء أخرى، ونعيد ترتيب الأولويات والأوليات التي ينبغي أن تطلع عليها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونتمنى أن تأتينا تفاصيل حتى نستطيع أن نضع معك سويا النقاط على الحروف، وأحسنت عندما تواصلت لتعرف ماذا تقرأ وكيف تقرأ، وهذه من المسائل المهمة جدا، لأن الإنسان إذا رجع إلى أهل الاختصاص وسأل وتعرف على مقدراته وميوله، ثم وجهوه في الطريق الصحيح؛ فإنه يستطيع أن يصل بسهولة وبأقل مجهود، فهناك كتاب يغني عن كتب، وهناك معلومات مجموعة تغني عن البحث في مراجع كثيرة، وهذا لا يمكن أن يعرف إلا من أهل الفن والاختصاص.
نحن في انتظارك، وانتظار مزيد من التفاصيل، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
_________________________________________
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
تليها إجابة الأستاذ/ فيصل العشاري استشاري نفسي تربوي
_________________________________________
نشكرك على اهتمامك وتطلعك إلى المعرفة، وهذا يتوافق مع ترغيب الإسلام في طلب العلم، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع.
دعني أضرب لك مثالا قبل الحديث عن طلبك، لا شك أن السوق مليء بالخضار والفواكه المختلفة، وسائر الأصناف الغذائية، لكن توفرها لا يعني أنها صالحة للأكل مباشرة، بل لا بد من تنظيفها وتقطيعها وطبخها، وإضافة الملح والبهارات المناسبة، والحرص على أن تستوي بوقت مناسب، بحيث إذا تأخر الوقت قد تحترق، وإذا تقدم فلن تنضج جيدا.
كذلك هذه العلوم، ليس الشأن أن نذكر لك أسماء كتب معينة في كل مجال، فالكتب كثيرة، وهناك مكتبات كاملة يمكن تنزيلها عبر الويب، إنما الشأن هو كيف تتعامل مع هذه الكتب وكيف تفهمها، وكيف تطبق ما ورد فيها، وهنا لا بد من الدراسة على أيدي مختصين، أو على الأقل أخذ مفاتيح العلوم منهم في كل جانب.
في المجال الديني أولا وقبل كل شيء: لا بد من معرفة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، والمنهج السديد الموافق لسنة المصطفى الكريم - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - وفهم الكتاب والسنة بالطريقة التي فهمها الصالحون من القرون المفضلة رضي الله عنهم وأرضاهم.
كذلك لا بد من معرفة مبادئ التجويد لتلاوة القرآن، ومبادئ معرفة الحديث الصحيح من الضعيف لتطمئن لأخذ السنة من مصادرها الموثوقة، ومبادئ النحو لمعرفة اللغة والتفسير، وهكذا.
قل مثل ذلك في سائر العلوم، فلا نريد أن نعقد الأمر عليك، فهو سهل بإذن الله، لكن نرجو أن تسأل من حولك من المختصين في كل فن، ليس عن أسماء الكتب، ولكن سلهم عن كيفية معرفة ودراسة مبادئ كل فن، لتنطلق بعد ذلك لوحدك في فضاء العلوم الإنسانية المختلفة.
وفقك الله.