كيف أزيد رغبتي للدراسة والإنجاز؟

0 439

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة في السنة الأولى في الكلية، مشكلتي هي عدم الرغبة في الدراسة، وعدم وجود الهمة، فقد كنت مجتهدة في السنوات السابقة، وأحصل على درجات عالية، ولكن في العام الماضي (بكلوريا) لا أعلم ماذا حصل؟ ربما هو بسبب الحسد، فقد تدهور حالي، وأصبحت غير راغبة في الدراسة، وأشعر بالملل من الدراسة، وحتى لو قرأت؛ فإني أقرأ كالجريدة، ومن دون فهم، وأصبحت محبة للنوم، ومن ثم أفاجأ بأن الوقت المتبقي لدي قليل جدا، فتتراكم الوجبات عندي، وهذه إحدى خيبات الأمل.

فأرجوكم ساعدوني لاستعادة رغبتي في الدراسة، فأنا أريد أن أكون من الأوائل، وأريد أن تزداد همتي وإرادتي، وأشعر بالتنافس مع غيري، وأكون واثقة من نفسي، وأشعر بالمسؤولية، وذات شخصية قوية واجتماعية، مع إرشادي إلى كيفية الدراسة وتنظيم الوقت.


أفيدوني جزاكم الباري خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nice flowe حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

لا أدري ما الذي تغير في حياتك العام الماضي عندما قدمت البكلوريا، ولماذا خف حماس للدراسة بعد أن كنت محبة لها، وبشكل عام لا أميل إلى التفسير الخارج عن إرادتنا، والخارج عن أنفسنا، وكأن غيرنا مسئول عما يجري لنا في حياتنا، وخاصة أن القرآن الكريم وبشكل عام يدعونا دوما للتفكير في موقعنا من الحدث، وليس رد الأمور وبكل بساطة للآخرين أو لأمور خارجة عنا.

والله تعالى يقول "أولما أصابتكم مصيبة، قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم"، فالقرآن يرد الأمور إلى عوامل داخلية، وتحت سيطرتنا، وإلا فمن أين لنا أن نغير الحال؟!

وما تشكين منه يصاب به الكثير من الطلاب في كيفية تنظيم الوقت والتركيز، فدوما تنتابنا الأسئلة الكثيرة في كيفية توزيع الواجبات على الأوقات المتاحة، وكيف ننظم الوقت.

وسؤالك عاد بي سنوات طويلة للوراء، وإلى مقاعد الجامعة، حيث تنتاب الطالب مثل هذه الأسئلة التي وردت في سؤالك.

- هل أدرس بالقدر الكافي؟
- كيف أنظم وقتي للدراسة؟
- هل أنا أضيع وقتي في بعض الواجبات الأسرية، أو الأمور الترفيهية؟
- ما هو توزيع الأوقات الأكثر مناسبة لتحسين الدراسة؟
وأسئلة كثيرة غيرها، تنصب في نفس الموضوع.

لابد أولا من أن تقومي برعاية نفسك، والتي ستقوم بكل هذا العمل، وهذا الأداء.

وطبعا لا يوجد نظام واحد للدراسة والمذاكرة، وما ينفع شخص قد لا يناسب شخصا آخر، فعليك أن تكتشفي النظام الأكثر تلاؤما معك، وتذكري أن بعض الناس يميلون للنشاط والهمة العالية في فترة الصباح، بينما يميل الآخرون للنشاط في المساء، فانظري أي الوقت أكثر مناسبة لك، وحاولي عندها أن تستفيدي من هذه الأوقات.

ومن الناس من يميل للدراسة في جو خاص داخل البيت، وفي شيء من الهدوء، بينما هناك من لا يمانع بالدراسة أمام الناس في المكتبة العامة أو مكتبة الجامعة، فانظري أي الأجواء والأماكن أكثر مناسبة لك، فاستغلي من هذه الظروف.

وفقك الله، ويسر لك، وجعلك ليس فقط من الناجحين، بل من المتفوقين، وأعانك على دراستك، ونفع الله بك من عباده من هو في حاجة لهذه المساعدة.

وعلى فكرة فكثير من الطلاب يجدون صعوبة عندما ينتقلون من النظام المدرسي إلى النظام الجامعي، حيث تختلف ظروف الكلية وأوقات وطبيعة الدوام فيها عن نظام المدارس، ولكن معظم هؤلاء الطلاب يتكيفون مع النظام الجديد في الكلية أو الجامعة.

وجميل أنك تطمحين للتقدم والتفوق، فهذا من العوامل الرئيسية التي ستساعدك على الوصول لهذا الإنتاج وهذا التفوق.

حاولي من اليوم، أن تخصصي بعض الوقت، ولو لساعة واحدة، لدراسة مادة ما من المواد المطلوبة منك، وحاولي أن لا تضيعي الكثير من الوقت في التفكير في أي مادة تدرسين، فمن الحيل النفسية أن الطالب يقضي الوقت الطويل وهو يحاول أن يفكر في أي مادة عليه أن يبدأ بالدراسة، فيبدأ بمادة، ثم يقول في نفسه بأنه ربما هناك مادة أهم، فيترك الأولى وينتقل للمادة الثانية، وهكذا حتى يجد نفسه أمام مادة ثالثة ورابعة.

ادرسي أي مادة تجدين كتابها أمامك، ولا تقلقي على المواد الأخرى، وهكذا سيعينك هذا على التركيز والإنجاز المطلوب.

ولعل في هذا الجواب ما يفيد، وأن يوفقك الله، ويجعلك من المتفوقات.

مواد ذات صلة

الاستشارات