التسرع في الكلام وسوء الظن سبب لي مشاكل كثيرة مع الناس

0 307

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لدي مشكلة بسيطة بالنسبة للبعض وقد تكون بالنسبة لي أيضا، لكن في أوقات أخرى تكون لي هما لا يزول، مشكلتي تكمن في أني متسرعة بالكلام ولا أحسب عواقب الحديث بعده، ليست لدي ثقة كافية مع أني أثق بمن حولي أكثر من نفسي، الأمر لا يعود للإيجابيات فلدي العديد منها، كثيرا ما أفسر الأمور على حسب مزاجي، فتصرفات من حولي أفسرها سريعا بتفسير سلبي، والمشكلة هنا أنني أتحدث عن الفكرة لمن حولي ثم تحصل العواقب!

لا أستطيع أن أبرر لمن حولي، فأحيانا عندما أتصل لصديقتي ولم تجب أقول أنها لا تريد أو ... إلخ، وعندما ألتقي بها أقول أنها تتعمد ذلك، وبالأصل هي لم تكن عند الهاتف أو مشغولة، أحب اجتماع الصديقات كثيرا وأحب الاختلاط بالناس، يتولد لدي شعور رائع عندما أكون بينهم أو أمشي وأتحدث معهم، لكن البعض يقول بأني سلبية كثيرا، فيفسرون تصرفاتي بأنني فتاة مغرورة وطائشة ولامبالية بمن حولي!

أريد حلا لمشكلة الشك وعدم تفهم من حولي، فهي تتعبني كثيرا عندما أكون وحدي وأفكر بما فعلته معهم، كيف لي أن أكسب الصديقات وأدخل لهم من مدخل مناسب؟! كيف لي أن أبني ثقتي بنفسي؟ مع أنني فتاة - ولله الحمد - مثقفة كثيرا ومتفهمة لوضع المجتمع، لكن أوقات أنسلخ من نفسي وأفعل أشياء أندم عليها لاحقا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ al jood حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للمشكلة، ونشكر لك هذا الترتيب والفهم للقضية التي تتحدثين عنها، ونؤكد أن هذا الشعور هو البداية الصحيحة للتصحيح، فشعور الإنسان أن مواقفه سلبية مع الآخرين هو أكبر دافع له لأن يكون إيجابيا، ويسعدنا أن نؤكد لك أن الإنسان ما ينبغي أن يكون دائم الجلد لنفسه ولومها وعتابها وانتقاصها، وأرجو أن تتعاملي مع الموضوع بشيء من الهدوء والروية، كذلك ينبغي أن تهدئي قبل أن تتكلمي، فإن عقل العاقل قبل لسانه، لا يتكلم بكلمة إلا إذا وزنها، فإن كانت لله وفي الخير أمضاها، وإن كانت في غير ذلك استبدلها وتوقف منها.

ولذلك اجعلي دائما عقلك قبل اللسان وليس العكس، فإن بعض الناس عقله بعد لسانه، يتكلم بالكلمة ثم يندم عليها، ولا يستطيع أن يرجعها، والإنسان يملك سره ويملك التصورات ويملك الكلمات، فإذا أذاعها ونشرها أصبحت ملكا لغيره، ولذلك نتمنى أن تعودي نفسك الصبر، وأن تحاولي أن تجيدي التواصل وتحسني الظن في صديقاتك، لأن سوء الظن مرفوض من الناحية الشرعية، وفيه ظلم للإنسان، ولا يديم للإنسان علاقات، خاصة إذا حول سوء الظن إلى تصرفات ومناقشات وتحقيقات مع الزميلات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وحاولي أيضا أن تشجعي نفسك بتسليط الأضواء على إيجابياتها، فإن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث.

نشكر لك التواصل، ونسعد إذا وصلتنا مزيد من التفاصيل، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات