كيف نستطيع أن ننمي مواهبنا لخدمة الإسلام والمسلمين؟

0 235

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب هندسة في إحدى الجامعات وأدرس هندسة كهربائية، والحمد لله حالتي جيدة، وأعيش حياة سعيدة في ظل الجامعة والدراسة واغتنام الأوقات.

أحب أن أتعمق كثيرا في العلوم الكهربائية، والعلوم العامة، فلا أكتفي بحفظ القانون على سبيل المثال، بل أرغب في أن أعرف كيف تم اشتقاقه ومن أين جاء؟ وأحب أن أعرف كيف كان يفكر العلماء حين اشتقوه؟ وكيف يمكن لي أن أفكر مثلهم إلى غير ذلك حتى لو كان هذا غير مطلوب منا بالمنهج.

المشكلة أنه في بعض الأحيان أقابل بعض الناس الذين يقولون لي: إن دراستك الزائدة عن اللزوم لا داعي لها، لأنك لن تستخدم علمك في وظيفتك، اللهم إلا أنك ستتعلم كيفية عمل أشياء بسيطة لتستخدمها طول حياتك، وخاصة أنك تعيش في البلدان العربية التي تستورد كل الآلات الجاهزة والمجهزة مسبقا، ولا سبيل لاستخدام العلم إلا بالهجرة إلى مراكز الأبحاث الغربية.

بصراحة هذا الكلام يحزنني، فهل صحيح أنه لا سبيل إلى التعلم، ومحاولة دفع الدول العربية إلى الصناعة والإنتاج، وإنشاء مراكز الأبحاث خاصة أن هذا الأمر يدخل في تخصص الحكومات، وليس الأفراد.

كما أنني سمعت من أكثر من مكان عن أن الحكومات الغربية تستقدم كافة العقول العربية، وأنهم يقتلون بسرية كل العلماء العرب الذين يرفضون الذهاب، ويحاولون دعم التقدم في مجتمعهم الإسلامي، خاصة وأن الحكومات العربية –ويا للأسف- لا تكترث لأي عالم يموت أو يسافر إلى غير رجعة، وليس لديها احترام لشعوبها، ولا تقدير لحياة مواطنيها، حتى لو قتلوا بالمئات.

من أمثلة ذلك العالم "مصطفى مشرفة" الذي مات ولم يكن هناك أي تحقيق بسبب وفاته، سوى ما ذكر أنه مات تحت ظروف غامضة.

غير ذلك من العلماء العراقيين الذين تمت تصفيتهم بالمئات إبان الحرب على العراق.

سمعت أن (ناسا) لديها الكثير من العلماء العرب، وغير ذلك في مراكز الأبحاث التي تعج بالعلماء العرب والمسلمين، الذين هربوا من حالة عدم توفر فرص البحث العلمي والإنتاج في الدول الإسلامية.

أليس هناك من سبيل لدعم الأمة الإسلامية، ودعم التقدم فيها أم أن الأمر محتوم علينا بالتخلف والرجعية؟

ما السبيل الأمثل لسلوكه في هذه الحال المحزنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال الممتع والمفيد.

كم نحن في عالمنا الإسلامي الشباب الطلبة والعلماء، ممكن يتصفون بأمرين، الأول الرغبة في التعمق في فهم الكون وما خلق الله وتعالى، ومن ثم محاولة تسخير هذه العلوم لخير الإنسان ومصلحته.

من الطبيعة أن في أي مجموعة بشرية، كطلاب جامعة أو كلية، نجد هناك تنوعا في قدرات الطلاب، ومدى رغبتهم أو قدرتهم على التعمق في الفهم، بل هناك من حرصه بشكل أساسي على اجتياز الاختبار وليس الفهم العميق، بينما هناك على العكس لديه الرغبة والقدرة والاستعداد على التعمق في فهم جذور الأمور، وقد يكون هذا مدخل طبيعي لاختراع شيء جديد يفيد العباد.

نعم هناك علاقة بين تطور بلادنا العربية والإسلامية، وبين قدرة هذه البلاد على الاحتفاظ بعلمائها ومفكريها، والكثير من هذا بسبب الظلم السياسي أو الفساد الإداري، ولكن هذا ليس ليستمر، ولابد أن تسير بلادنا في طريق الإصلاح، لينعم الإنسان بالحياة الكريمة.

هل هذا سيحصل قريبا أو بعيدا؟ الله أعلم، إلا أن علينا العمل والجهد والجهاد في تطوير العلوم والتعليم والمؤسسات العملية والبحثية، ولعلك تكون واحدا من هؤلاء الشباب الذي هم عازمون على رفع مستوى العلم والأبحاث والصناعة، في بلادنا.

استمر فيما أنت عليه، وأعانك الله على النجاح والتفوق، ونفع بك العباد والبلاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات