السؤال
السلام عليكم..
عندي اكتئاب بسيط، ولكنه يؤثر على حياتي، وعلى تواصلي مع الناس، وعلى فعاليتي وحافزيتي، وهذا الاكتئاب ليس متواصل معي لكنه أحيانا قليلة يزول، وأشعر أني متفائل ورائع، وأحيانا كثيرة يشتد بسبب أو بدون سبب!
أنا بعمر22 ليس عندي أي أمراض عضوية، والحمد لله، أجريت جميع الفحوصات المهمة مثل فحص الغدة الدرقية
وb1.
استشرت طبيبا فوصف لي (بروزاك فلوكسيتين) ولكني خائف من تناوله، أحس أنه سوف يؤدي بعد فترة إلى شيء في عقلي أو سيؤثر علي عضويا، أخاف من الأعراض الجانبية والانسحابية.
أعطاني الطبيب لأجل أن أتناول يوميا حبة واحدة لمدة5 أشهر؟ هل هذه الجرعة سليمة؟ وهل تنصحوني بأخذ الدواء؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رافي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشاعرك التي تحدثت عنها لا أعتقد أنها تشير إلى وجود اكتئاب حقيقي مطبق، قد يكون لديك شيء من عسر المزاج البسيط المصحوب بالقلق، وهذه الحالات يمكن معالجتها بتدبير وتبريرات اجتماعية وسلوكية، من أهم هذه التدابير أن تسعى لأن تعيش حياة متفائلة، أن تكون إيجابيا في تفكيرك، أن تدير وقتك بصورة طيبة، أن تكون بارا بوالديك، أن تحفز نفسك من خلال التطور المهني والوظيفي، أن تحرص على عباداتك خاصة الصلاة مع الجماعة، ويجب أن تأخذ الرياضة حيزا حقيقيا في حياتك.
أخي الكريم: الهفوات البسيطة المتعلقة بمزاج الإنسان هذه تحدث، وبعض علماء السلوك يعتبرها نوعا من التحفيز والدفع نحو أن يستشعر الإنسان الراحة النفسية والمعنوية، يعني أي انقباض نفسي وشعور بعدم الارتياح سوف يعقبه -إن شاء الله تعالى- انفراج في الأسارير، وشعور بالراحة الداخلية، فالنفس كثيرا ما تحاول أن تحفز نفسها بذاتها، وكذلك الجسم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا أرى أن هنالك مانعا من أن تتناوله، حيث إن الفلوكستين من الأدوية الممتازة جدا والفاعلة جدا، وأعتقد أنه سوف يساعدك لبناء قاعدة نفسية أفضل، بمعنى أنك حين تحس بالتعافي والصحية والتوازن المزاجي.
هذا سوف يمثل ركيزة أساسية لانطلاقة معنوية جديدة، فلا بأس من أن تتناوله، خاصة أنه دواء سليم، وجرعة كبسولة واحدة في اليوم هي جرعة صغيرة، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع كبسولات في اليوم، فإذن استمر على جرعة الكبسولة يوميا لمدة أربعة أو خمسة أشهر كما ذكر لك الأخ الطبيب، وأعتقد بعد انقضاء أربعة أشهر يمكن أن تجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر أو شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.