السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لدي مشكلة في أذني اليمنى -والحمد لله على ذلك-، وهو أنني أصبحت لا أسمع جيدا بها، وإذا أغلقت الأذن اليسرى لكي أسمع بالأذن اليمنى، فإنني أشعر كأن شيئا في أذني مغلق عليه، وأسمع الصوت منخفضا، وأحيانا لا أستوعب ما يقال لي.
ذهبت إلى عدة مستشفيات وعيادات، ولكن دون جدوى، وعملت أشعة، وكانت النتيجة سليمة، لا يعرفون السبب، وأشعر أنهم يتعجبون لمثل هذه الحالة.
أفيدونا -بارك الله فيكم-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسباب نقص السمع هي إما انتقالية أو حسية عصبية:
الانتقالية هي بسبب عائق في الأذن الخارجية، كوجود صمغ الأذن أو جسم أجنبي كقطنة أو ما شابه، أو عائق في الأذن الوسطى، كتمزق في غشاء الطبلة، أو تفرق في اتصال عظيمات السمع الثلاثة في الأذن الوسطى، أو تكلس في هذه العظيمات أو وجود التهاب في الأذن الوسطى، ينتج سوائل تملأ الأذن الوسطى، وتعيق حركة غشاء الطبلة والعظيمات.
أما الأسباب الحسية العصبية، فهي قد تتعلق بالأذن الداخلية، فقد تكون سمية دوائية ( مثل إبر الأميكاسين ) أو التهابية فيروسية، مثل الأنفلونزا والنكاف أو بسبب التعرض لصوت عال، قد يكون مستمرا، أو أحيانا صوتا مفاجئا وشديدا، مثل انفجار ما، ولو لبرهة قصيرة, أو أسباب متعلقة بعصب السمع، أو بمراكز السمع في الدماغ، وقد تكون التهابية مناعية ذاتية أو تنكسية في الطرق العصبية، أو ورمية -الأشيع هو ورم العصب السمعي- ضاغطة على العصب.
للتفريق بين هذه الأسباب نعتمد على القصة السريرية، والفحص بالرنانة وتخطيط السمع الهوائي والعظمي، وفحص منعكسات عضلة الركابة في الأذن الوسطى، وهذه الاختبارات لا بد من إجرائها في العيادة التخصصية.
هناك اختبار بسيط يمكن أن تجريه لوحدك في المنزل -أختي السائلة-، وهو: أولا تحديد الأذن التي تسمعين بها صوتك الشخصي في حال إغلاقك لأذنيك معا بالأصبع، والتحدث -مثلا العد من واحد إلى عشرة-، و مقارنة هذا مع الأذن التي تسمعين بها الأصوات المحيطة بك مع صمتك، وبدون إغلاق الأذنين، بشرط أن يكون مصدر الصوت مواجها تماما لك، فإذا كنت تسمعين أكثر في نفس الأذن -وهي في حالتك الأذن اليسرى- بحالة الإغلاق لمجرى السمع بالطرفين، وكذلك في حال عدم الإغلاق، فإن السبب في نقص السمع هو حسي عصبي للأذن اليمنى، قد يكون بالأذن الداخلية اليمنى، أو بالطريق العصبي للأذن اليمنى إلى الدماغ، حيث في هذه الحالة تبدو كل علامات فحص الأذن السريرية والإشعاعية طبيعية، وتترافق مع نقص في فهم الكلام بحسب شدة الإصابة العصبية، وهي لا تشخص بالأشعة إلا في حال الأورام، وطالما الأشعة سليمة عندك، فلا داعي للتفكير بورم ما.
أما إن كنت تسمعين صوتك أكثر بالأذن اليمنى في حال إغلاق الأذنين، ومن ثم تسمعين الصوت من مصدر خارجي أمامك مباشرة أكثر باليسرى عند فتح الأذنين، فالإصابة في طريق تقل الصوت في مجرى السمع الأيمن، أو في الأذن الوسطى اليمنى، وهذا لا يتوافق مع ما ذكرته من أن الفحص السريري والإشعاعي سليم، إذ لا بد من أن تبدو بالفحص علامات التهاب الأذن الوسطى، أو أي عائق للصوت في مجرى السمع الظاهر، أو الأذن الوسطى قد يصيب غشاء الطبلة أو العظيمات، وكذلك التبدلات الإشعاعية لا بد أن تكون مميزة للحالة.
مما سبق نرجح أن تكون الإصابة لديك -أختي السائلة- عصبية غير ورمية، فيجب إجراء تخطيط السمع الهوائي والعظمي، لتحديد شدة الإصابة ومكانها، وهي على الأغلب غير قابلة للتراجع، إن تأكد نقص السمع الحسي العصبي، حيث في حال كون النقص في السمع متوسطا إلى شديد يمكن وضع معينة سمعية -سماعة-، وهي حاليا أصبحت متطورة يمكن برمجتها بحسب تخطيط السمع, وصغيرة الحجم يمكن أن تخفى في داخل مجرى السمع.
نصيحة أخيرة لك -أختي- بأن تبتعدي عن الأصوات العالية، وخاصة عدم استخدام سماعات الأذن، لأجهزة الهاتف الخلوي والراديو، وبهذا تحافظين على ما تبقى لك من نعمة السمع في الأذن اليمنى وكذلك اليسرى.
نرجو لك دوام الصحة والعافية.