نظرتي تشاؤمية ودائماً أتوقع السوء، بماذا تنصحونني؟

0 255

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 34 سنة، متزوجة وأم لطفلتين، ملتزمة دينيا -والحمد لله-، وحياتي جيدة.

أعاني منذ وقت طويل من قلق، حيث أتصور أية أعراض تصيب جسمي أنها مرض خطير، لدرجة لا تحتمل، وليس الأمر مقتصرا على ذلك، وإنما دائما أقلق على الناس الذين أحبهم، نظرتي تشائمية، وهذه الأمر يسبب لي عقدة وتعاسة، وربما ذلك بسبب صدمات متعددة تعرضت لها في حياتي.

سؤالي: بماذا تنصحونني؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جويرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

-الحمد لله تعالى- أن مشكلتك ليست ضعفا في إيمانك وليست اضطرابا في شخصيتك، هذه أمور طبيعية بأن يكون الإنسان في بعض الأحيان في جانب الهشاشة النفسية، والحساسية الوجدانية، وهذه ظواهر لا نعتبرها أمراضا، أنت قطعا لديك قلق المخاوف التوقعي، وهذا من وجهة نظري مرتبط بحالتك الوجدانية، ونحن نقول أن الرحمة في القلوب أفضل دائما من القسوة، فكافئي نفسك من خلال نوع من التفكير الإيجابي، ولا تعتقدي أنك ضعيفة أبدا، أنت لست ضعيفة، أنت ذات قلب رحيم -إن شاء الله تعالى- .

مخاوفك المرضية ومخاوفك على من تحبين، أرجو ألا تكون لدرجة الانزعاج، كوني أكثر توكلا وأكثر عزيمة وإصرارا، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله، هنالك أدعية مأثورة عظيمة جدا تشعر الإنسان فعلا بالطمأنينة على نفسه وعلى من يحب، حين يدعو الإنسان قائلا: (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)، هنا الإنسان يسأل الله -تعالى- أن يضع عليه هذا السياج العظيم، سياج الحماية من كل شيء، من كل أذى، من كل مكروه. و-الحمد لله تعالى- أنت لديك البيئة المهيأة، البيئة الذاتية لأنك ملتزمة بدينك، فابعثي شيئا من الطمأنينة في نفسك من خلال ذكر الله والدعاء وتلاوة القرآن واليقين والتوكل.

الأمر الآخر: أنصحك بأن تعبري عن ذاتك، لا تحتقني، عبري عن مشاعرك، هذا مهم جدا، لأن الاحتقان النفسي السلبي دائما يشعر الإنسان بالضعف والوهن النفسي، وأنصحك أيضا أن تعيشي حياة صحية: أن ترتبي غذائك، أن تنظمي وقتك، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، هذا مهم وضروري.

وعليك أيضا أن تقومي بزيارات دورية لطبيبك مرة مثلا كل ستة أشهر، اجري فحوصات عامة، هذا يبعث فيك شيء من الطمأنينة فيما يتعلق بخصوص المخاوف المرضية.

الخوف علة قلقية في المقام الأول، وإذا كانت هذه الأعراض مفرطة ومهيمنة ومستحوذة عليك، فلا مانع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف، ومن أفضلها عقار (سيرترالين) والذي يعرف باسم (زولفت) وكذلك يسمى تجاريا بـ (لسترال)، أعتقد أن تناوله لمدة قصيرة وبجرعة صغيرة، سيأتي لك بفائدة، فجربيه، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، ثم حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات