ما هي المدة الكافية ليتحمل جرح الولادة الأولى الفتح في الولادة الثانية؟

0 749

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا حامل في شهري التاسع، والدكتورة قررت لي ولادة قيصرية، ولكن مع إلحاح شديد مني قبلت بإعطائي فرصة الولادة الطبيعية، بشرط ألا يكون وزن الجنين كبيرا.

السبب أني في حملي الأول تم إعطائي طلقا صناعيا قبل أن تأتيني أوجاع الولادة، وقبل موعد الولادة المقرر لم أستجب له، وفتح الرحم فقط 3 سم، مع العلم أن الطبيبة فتحت كيس الماء وأنا في 2 سم؛ فتعبت كثيرا، وتعبت طفلتي، فقرروا لي عملية حفاظا على الطفلة بصورة عاجلة.

أنجبت طفلي بوزن 3.600 غرام، أثناء العملية تم نقل جرثومة لي وللطفلة ادخلنا على إثرها العناية بعد 5 أيام من (الاي سي يو) تم إخراجي للجناح، ونتيجة لتواجدي في العناية وكثرة المغذي والمضاد الذي كان بصورة مستمرة؛ أصابتني (اوديما) في كل جسمي (انتفاخ مملوء بالماء)، وكنت حين أشرب أو آكل أتألم كثيرا من بطني.

الدكتورة أخبرتني أنها غازات إلا أني لم أتحسن، وأخذتني لأخذ عينة من التجمعات في بطني، وهنا أصابني انهيار شديد؛ كونها لا تعلم ما بي، وأصبحت أصرخ بشكل هستيري مع الدكتورة، فتفاجئت بها تخبرني بأن جرحي ملتهب، وأن الصديد قد وصل أعلى بطني، ويجب أن أخضع لعملية فتح الجرح من جديد في نفس يوم سحب العينة؛ أي بدون تحليل، وأخبرتني أن أتصل لزوجي.

طبعا الدكتورة أخبرتهم بمضاعفات كثيرة يمكن أن تصيبني، دخلت على عجل العملية الثانية لتفاجئني طبيبة الجراحة بأن التهاب جرحي سطحي، وأن السوائل المتجمعة في جسدي ما هي إلا ماء، ولو كان لها علم بذلك ما فتحت الجرح.

علما بأنها فتحت طبقات بطني وليس الرحم، وتم خياطة الجرح غرزا. بعد العملية الثانية أصابني ارتفاع في درجة الحرارة غير معروف السبب، فقررت الدكتورة فتح الغرز وترك الجرح، فرأت أن جرحي به صديد، وكان هو سبب ارتفاع الحرارة، فأخذت عينة وتم إعطائي مضادا مع تنظيف الجرح مرتين يوميا، وانتهينا بجرح مفتوح تماما ترك لوحده ليلتئم، والتئم الجرح بشكل جيد.

الدكتورة الآن في حملي الثاني تخاف أن تفتح الجرح، والفرصة الوحيدة للولادة الطبيعية ألا يزيد وزن الجنين، كم الوزن الذي يمكن أن يصل له الجنين لأتجنب القيصرية؟

علما بأن الفترة بين حملي الأول والثاني سنة ونصف؛ أي مضت على عمليتي الآن سنتين وشهرين تماما، هل هي مدة كافية بأن يتحمل الجرح الطلق؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nonaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم معاناتك في أول حمل, وما نتج عن العملية القيصرية من اختلاطات, وإنصافا للطبيبة التي قامت بالعملية القيصرية أقول لك: بأن حدوث الالتهاب في الجرح, هو أمر وارد في أي عملية من أي نوع كانت, ويحدث حتى بيد أمهر الجراحين, وفي أحسن المراكز الطبية.

والتهاب الجرح هو أكثر حدوثا في حال كانت العملية إسعافية, أي عملية مستعجلة - كما حدث معك - لأن أمام الطبيبة دقائق معدودة فقط من أجل إخراج الجنين بحالة سليمة من الرحم, وفي خلال هذه الدقائق القليلة يجب تحضير السيدة للعملية, وإعطاءها التخدير, واستدعاء طبيب الأطفال, وعمل ترتيبات كثيرة أخرى.

وهنالك عوامل أخرى تساعد في حدوث الالتهاب منها: تمزق أغشية الجنين، ونزول السائل الامنيوسي لفترة قبل العملية (وهذا عامل كان موجود عندك), تعرض السيدة للفحص المتكرر خلال الولادة, وجود التهابات مهبلية خفية أوغير معالجة جيدا, وعوامل أخرى لا مجال لذكرها هنا.

ولذلك فيجب دوما إعطاء مضاد حيوي وبشكل وقائي خلال العملية الطارئة, للتقليل من احتمال حدوث الالتهاب في مكان العملية.

على كل الحال قدر الله عز وجل وما شاء فعل, والحمد لله بأن الالتهاب لم يصل إلى جوف الرحم وبقي خارجه, والمهم الآن هو سلامتك وسلامة المولود القادم إن شاء الله.

وهنا أقول لك: هنالك فرق بين جرح جدار الرحم وجرح جدار البطن, فجرح جدار الرحم قد يتأثر بحدوث الطلق ويتمزق لا قدر الله, لكن جرح جدار البطن لن يتأثر أبدا بالطلق, ولن يتمزق.

وما حدث من اختلاطات في الجرح في جدار البطن سابقا يجب ألا يؤثر على قرار الولادة حاليا, فبما أن هذا الجرح قد شفي تماما فإنه لن يتأثر بالحمل والولادة إن شاء الله.

إن قرار الولادة عندك يعتمد على حجم الجنين الحالي, فإن كان حجمه أقل من 4 كلغ, فيمكن أن تأخذي فرصة في الولادة الطبيعية, واحتمال حدوث ولادة طبيعية عندك في حال كان الجنين بحجم أقل من 4 كلغ, هو بحدود 70%, وهنالك احتمال 30% أن تفشل محاولة الولادة الطبيعية، وتحتاجي إلى عملية قيصرية.

هذه هي الاحتمالات في مثل حالتك, والخيار لك, إما بتجربة أخذ الفرصة للولادة الطبيعية والاستفادة من نسبة ال 70% كما ذكرت, أو اللجوء مباشرة إلى العملية القيصرية الانتخابية.

إذا كان وزن الجنين 4 فما فوق, فيجب هنا اللجوء إلى عمل القيصرية الانتخابية مباشرة وبدون تردد, عند بلوغ الحمل 39 أسبوعا.

ما أنصحك به هو: أن تتناقشي مع زوجك, وأن تقومي بعمل صلاة استخارة أولا, ثم بعد ذلك توكلي على الله في أي خيار تختارينه, فهو عز وجل خير الحافظين.

نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات