طفلي ابن السنتين لا يتكلم ولا يستجيب للنداء وكثير الحركة، هل فيه شيء؟

0 715

السؤال

السلام عليكم

ابني يبلغ من العمر سنتين ونصف، وهو وحيدي ولا يتكلم إلا (ماما وبابا وهاتيه وحطي لي) ولكنه لا يناديني بماما ولا ينادي أبيه، يعني فقط يستخدم هذه الكلمات وقت اللعب، مع العلم أن أبيه وأنا دوما معه، وإذا ناديته لا يرد فقط أحيانا يطالعني وأنا متأكدة من سمعه، لأني اختبرته أكثر من مرة، تركيزه قليل جدا، يحب مشاهدة التلفاز جدا، أحيانا قليلة يفهم ما أطلبه منه، مثلا أقول سنشرب الماء فينتظرني عند المطبخ، وأقول سننام فيذهب قبلي، لكنه شقي جدا جدا ولا يترك شيئا إلا لعب فيه، حتى لو ذهبنا لمكان عام يخرب ولا يفهم أن هذا مكان عام ولا يصلح أن يلعب فيه.

أحيانا أحسه غبيا لأنه مثلا يأخذ الكريم ويضعه في شعره، أو يغرق نفسه بالماء، ويلعب مع الأطفال ولا يؤذيهم حتى لو ضربوه بل يأتيني يبكي، لا يتفاعل ويلعب مع الكبار، أحيانا يقول اسم بنت خالته لكن لا يناديها، يجلس يردد اسمها وقت اللعب، طمئني على ولدي، هل فيه شيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنه توجد فوارق كبيرة بين الأطفال، خاصة في سنين العمر الأولى، الفوارق في المراحل التطورية والانتقالية ومقدرات الأطفال مختلفة، وهنالك قلة من الأطفال ربما يكون عندهم التطور متأخر بالفعل، خاصة من ناحية المقدرات المعرفية ومستوى الذكاء، وهذا يحتاج قطعا للاكتشاف المبكر حتى تتم بعض الترتيبات التي تساعد الطفل وتؤهله من وقت مبكر.

فيما أراه أن طفلك بخير، وأعتقد أنه الطفل الأول لديك وكثير من الأمهات ونسبة لعدم الخبرة الكافية في تفهم مقدرات الطفل، قد ترى بعض الأمهات أنه هنالك تأخرا في التطور الارتقائي للطفل، ونحن أصبحنا في زمان كثر فيه الكلام حول بعض الأمراض، خاصة مرضى التوحد، أو الذواتية، وكذلك فرط الحركة الزائدة للأطفال، والاكتشافات التي تمت في هذا السياق هي اكتشافات إيجابية جدا، ولكنها سببت الكثير من الانزعاج، أو عدم الاستقرار بالنسبة لكثير من الأسر.

من وجهة نظري - أيتها الفاضلة الكريمة -، أعتقد أن طفلك طبيعي لدرجة كبيرة، وذلك استنادا لأن الأطفال هنالك فوارق فيما بينهم، وحتى تكوني أكثر اطمئنانا سيكون من الأفضل أن تذهبي بطفلك لطبيب الأطفال، طبيب مختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال، هذا هو الأفضل، والطبيب سيقوم بتقييمه حيث التطورات الجسدية، وكذلك مقدراته اللغوية، ومستوى ذكائه، وتفاعله الاجتماعي، هنالك معايير مختلفة للتقييم، ولذا أحتم عليك أن تذهبي للطبيب حتى تطمئني، ولأننا مهما تحدثنا وذكرنا لك ما هو إيجابي عن هذا الطفل، فليس من الدقة والإنصاف أن نترك الأمر هكذا، لأن الطبيب إذا لم يفحص الحالة ويقيمها تقييما مباشرا، ويكون شديد الملاحظة، ويكون هنالك نوع من التفصيل، ولذا نحتم عليك الذهاب للطبيب ولو لمرة واحدة.

بالنسبة لتطور اللغة عند الأطفال، لا تنزعجي لذلك كثيرا؛ لأن الفوارق بين الأطفال موجودة، ويعرف أن الذكور التطور يلاحظ عندهم بعد فترة من الزمن، وخاصة الطفل الذي ليس حوله أطفال، ونسبة لعدم وجود تفاعل اجتماعي مباشر، فقد تتأخر عنده اللغة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله أن يحفظ ولدك وأن يجعله من الصالحين.

مواد ذات صلة

الاستشارات