السؤال
السلام عليكم
أخت في الله متزوجة منذ 4 سنوات بدون أولاد، تبلغ من العمر 29 سنة، عاملة، وزنها 64 كغ، وطولها 166سم، لا تعاني من أي مرض.
حملت 3 مرات وأجهضت، رغم أنها عملت في الحمل الأخير cerclage ولكن بدون جدوى؛ حيث إنها وكما في المرات السابقة أجهضت في الشهر الخامس.
ما هي الإجراءات والنصائح التي يمكن أن تعملها حتى تتفادى هذا الكابوس؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك أسباب كثيرة للإجهاض قد تكون متعلقة بالجنين، وهي: إما عيوب خلقية، وفي هذه الحالة يحدث الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل (الثلث الأول من الحمل)، بسبب خلل في الكروموسومات، فقد وجد أن أكثر من نصف حالات الإجهاض تكون بسبب مشاكل في الجينات الوراثية، أو أن يكون هناك مشاكل طبية أخرى في الجنين مثل: قصور في الكلى، أو الجهاز العصبي، أو عيوب خلقية في القلب، وهذا يحدث في النصف الثاني من الحمل، وفي حالة قصور الكلى فإن السائل الأمنيوسي حول الجنين يكون قليلا؛ لأن بول الجنين يمثل الجزء الأكبر منه.
يحدث الإجهاض أيضا: نتيجة انفصال المشيمة، وبالتالي الجنين عن جدار الرحم، أو قد يكون هناك عيوب خلقية بالرحم: الأورام الليفية، ضعف عضلة عنق الرحم، النمو غير الطبيعي للمشيمة، وكل ذلك يتم تشخيصه أثناء المتابعة -قبل وبعد الحمل- بالسونار على المبايض والرحم.
وهناك أسباب تتعلق بالأم نفسها وما قد يظهر عليها من أمراض، وفيها يحدث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل وتشمل: أمراض السكر، الارتفاع الحاد في ضغط الدم، أمراض الكلى، وأمراض الغدة الدرقية سواء زيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية، ولذلك تعتبر العناية الطبية للسيدة قبل حدوث الحمل هامة؛ لأنها تكشف تلك الأمراض، وتعتبر معالجتها أو التحكم بها قبل حدوث الحمل أمرا مهما.
هناك أيضا عامل ريسس Rhises factor وهو نوع من أنواع فصائل الدم يجب فحصه للزوج والزوجة لبيان التوافق من عدمه، وكذلك فحص الأجسام المضادة للفيروسات CMV وللفطريات TOXOPLASMOSIS والخلاصة زيارة الطبيبة المختصة والمتمرسة في علاج حالات الإجهاض، والمتابعة معها، وسوف تقوم بعمل اللازم إن شاء الله.
وفي المرحلة القادمة يجب تأجيل الحمل لعدة شهور حتى تعطي صديقتك نفسها فرصة لبناء بطانة الرحم بناء جيدا، وحتى تنتظم الدورة لعدة شهور وتنتظم الهرمونات، وينزل مستوى هرمون الحليب، وحتى تأخذ كفايتها من الحديد وفولك أسيد وفيتامين (د)، وحتى يتم نسيان التجربة السابقة.
هناك عدة نصائح يجب على الحامل الالتزام بها، وهي: الراحة التامة مع تجنب الاتصال الجنسي مع الزوج بعد حدوث الحمل حتى تستقر الأمور، وعند الاتصال الجنسي يجب أن يتم بدون إجهاد للزوجة، مع تجنب التشطيف والدش المهبلي؛ لأن ذلك يقتل البكتيريا النافعة، ويساعد على حدوث الالتهابات، وليس تجنبها كما هو سائد ومعروف لدى السيدات.
ويتم إعطاء الحامل في بعض الحالات هرمون البروجستيرون في صورة حقن أو كبسولات أو تحاميل كمثبت للحمل، مع تجنب الكافيين (القهوة، الشاي، الكولا)، ومن خلال متابعة الحمل وعمل تحليل سكر، وبول وزلال، وصورة دم وفصيلة الدم، وعامل ريساس؛ يمكن من خلال ذلك السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكر أو أي أمراض تطرأ أثناء الحمل، مع العلاج السريع لأي التهابات بكتيرية أو فطرية تحدث.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.