تصرفات طفلي الشاذة تحيرني، ساعدوني.

0 664

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة عمري 23 سنة، أم لطفل وحامل بالشهر السابع.

والله لقد طار النوم من عيني, ولم أجد من ألجأ إليه بعد الله أحدا غيركم, أو أثق فيه وفي مشورته سواكم, فجزاكم الله على ما تقومون به من أجل أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- كل الخير، وأثابكم على ذلك بالفردوس الأعلى، أنه ولي ذلك والقادر عليه.

فمشكلتي التي أعاني منها، هو ابني الذي يبلغ ثلاث سنوات ونصف من عمره، ما يقلقني حياله هو أربعة أمور:
الأمر الأول: أنه كان دائم النظر إلى المرآة، وما يزال ينظر إليها وهو يبكي, يضحك, يتكلم، في جميع أحواله، وهي موجودة في غرفة نومي, حتى أنه عندما نغير له ملابسه ونتحدث إليه يبقى وجهه متجها إليها، حتى ندير وجهه ناحيتنا, ويجيبنا وهو ينظر إليها، وهذه المسألة ليست جديدة, فهو يفعل ذلك منذ مدة.

سؤالي: هل الحل هو أن أقوم بتغطية تلك المرايا بملصقات أو شيء من ذلك القبيل حتى يكف عن النظر إليها، أو ماذا أفعل؟ مع أن الأمر ليس جديدا أو طارئا عليه.

الأمر الثاني: وهو أنه يقوم برفع قميصه حتى يظهر بطنه، ثم يستلقي على أرضية لا فراش عليها, فهو يبحث عن مكان بارد، كأن يستلقي في المطبخ -كان يعتقد بأنني نائمة لكنني كنت أنظر إليه وهو لا يعلم, وقد حدث ذلك قبل الأمس-، أو في غرفة نومي قبالة المرآة, أيضا في مكان غير مفروش، وعندما سألته: ما الذي فعلته حكى لي كل شيء، وهذه المسألة قديمة أيضا, منذ سنة أو أقل.

وبالأمس أخذ حمالة صدري ورفع ثيابه وحاول ارتدائها، وعندما رآني أعادها بسرعة إلى مكانها، كأن لم يكن شيئا، وحين سألته لماذا ترتديها؟ قال أريد ذلك، فأعدتها إلى مكانها، هذا فقط ما رأيته بالأمس، وقبل الأمس, والله أعلم ماذا يفعل دائما، وهو دائما يطلب من أبيه أن يقوم بتدليك ظهره أو بطنه, وقال لي والده بأنه أصبح يطلب منه أن يدلك سرته، ولقد طلبت من والده أن يمتنع عن ذلك ابتداء من اليوم, وأن يعرض عليه قراءة قصة بدلا عن ذلك.

سؤالي: هل ما اقترحته على والده صحيح؟ وهل ما أقوم به من سؤالي له عما فعله أمر صائب، أم يجب أن أمتنع عن سؤاله؟ وكيف أتصرف حيال هذا الموضوع؟

الأمر الثالث: وهو ما جعلني أشمئز وأشعر بالقرف تجاه ابني، وهو ما أطار النوم من عيني, خصوصا وأنا لا أعرف منذ متى يفعل ذلك؟ وهل هو أمر طارئ أم قديم؟ وهو إدخال يده إلى سرواله، واللعب بذكره!
فأنا لم أره إلا بالأمس وقبل الأمس فقط، حيث قام بالاستلقاء على ظهره وتعرية بطنه، ووضع نعلين على بطنه ثم أخذ يقوم بالشهيق لكي يرتفع النعلان، والزفير لينخفضا, وأخرج ذكره لثانيتين ثم أعاده, وحاول إدخال النعل داخل سرواله, لكنه لم يستطع -لقد كنت مصدومة, وهو لم يكن يعرف بأنني أنظر إليه-، ثم دخل إلى المطبخ واستلقى على أرضيته ببطنه العاري، ثم أدخل يده داخل سرواله لبضع ثوان، ثم أخرجها, وظل مستلقيا لبضع دقائق, حتى أصبح بطنه باردا، ثم نهض عندما دخل والده -وقد حدث ذلك قبل الأمس-.

سؤالي: ما هي نصائحكم لي؟ وكيف أتصرف؟ وهل أسأله عما يقوم به أو لا؟

الأمر الرابع: وهو أنه يحمل عودا، ويتظاهر بأنه يدخن, ولقد فعلها مرات عدة، لكنني أتجاهله، لكن بالأمس شعرت بالغيظ فحملته من قميصه ورميت به بعيدا عني, ثم أخذته إلى غرفته كعقاب له على ما فعل, وتركت له قصة لكي يمضي بها وقته المستقطع، وأمرته ألا يستلقي على بطنه, وانتظرت خارجا لبضع دقائق ثم دخلت عليه مباغتة, فإذا بي أجده مستلقيا على ظهره مدخلا يده في سرواله, وحين سألته ماذا تفعل؟ قال لي: أقرأ القصة, لكنها كانت بجانبه ولم يكن يقرأ، بل كان يلعب بذكره، فقمت بنزع سرواله وقلت له بهدؤ: ما الذي تفعله؟ هل يؤلمك شيء؟ قال لي: لا يؤلمني شيء، وأنا أفعل هكذا، وأخذ يلمسه, فأبعدت يده وضممته إلي وقلت له: بأن ما تقوم به خطأ, لذا لا تفعله ثانية, فقال لي: حسنا لن أعيد ذلك.

المشكلة أنني عصبية سريعة الغضب وسريعة الضرب، قليلة الصبر، ولا أعرف إلى متى سأتمالك أعصابي، ولا أقوم بضربه على ما يفعل، لذا فقد طلبت منكم الاستشارة حتى لا أقوم بشيء يعطي نتائج عكس التي أرجوها، سواء بسبب الجهل أو العصبية، خصوصا ونحن نعيش في بلاد غربية كل شيء فيها مباح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mariem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا بهذه الأسئلة.

من الاطلاع على تفاصيل هذا السؤال، وعلى الأسئلة السابقة لهذا الموقع، يتضح بأنك شديدة القلق والتوتر على طفلك، مما يجعلك ربما عصبية بعض الشيء، وكما ذكرت في رسالتك، وبشكل عام لن يستفيد الطفل كثيرا من هذا الجو المتوتر، بل على العكس سيكون ضارا له، وبعض هذه السلوكيات التي وردت في سؤالك ربما هي أعراض لمثل هذا التوتر، الذي يشعر به الطفل داخل البيت، ونحن يمكن أن نساعد أطفالنا كثيرا بخفض درجة التوتر هذه.

وبالنسبة للنقاط الأربع التي وردت في سؤالك:

لا يفيد أبدا التركيز على موضوع النظر في المرآة، ولماذا نجعل منها مشكلة، فهذا مما يزيد قلق الطفل ولا يساعده، وخاصة إذا قمنا بنهيه ومنعه من هذه، لا أنصح بتغطية المرايا، وإنما تركها فهذا بالنسبة إليه كلعب الأطفال، والمشكلة ليست في هذا السلوك، وإنما في انزعاج الآخرين منه، وكذلك موضوع رفع قميصه واستلقائه على الأرض، وما الضير في هذا؟ والنهي والمنع لا يفيد؛ لأنه سيجعله أكثر سرية في هذا السلوك، والأفضل صرف انتباهه لعمل آخر أكثر تشويقا له، كاللعب معك أو مع أبيه، وليس مجرد إعطائه كتابا ليتصفحه، فمثل هذا الطفل يحتاج كثيرا للتفاعل الهادئ والآمن مع الكبار من حوله.

لم أفهم العلاقة التي أشرت بها في نهاية سؤالك، حينما ربطت بين سلوكيات الطفل وكونكم في بلد كل ما فيها مباح -كما ذكرت-، فما علاقة سلوك طفل لم يصل للرابعة من عمره بالأمور التي تجري في تلك البلاد؟

الطفل في هذا العمر، وحتى عندما يلعب بعضوه الذكري لا يقصد أن يرتكب حراما، فهذا غير معروف بالنسبة له، وسلوكه هذا ليس بابا للانحراف وغيره، وإنما وبشكل عفوي اكتشف الطفل بعض الأحاسيس من لمس عضوه، لا لشيء إلا لوجود الكثير من الألياف العصبية في تلك المنطقة مما يجعله يرتاح لهذا اللعب، ومحاولة نهيه ومنعه بشدة لا يزيد الأمر إلا إغراء له، وكما يقال "الممنوع مرغوب"، والأولى -كما ذكرت أعلاه- صرف انتباهه لأمر آخر يجذبه، وخاصة اللعب معك أو مع أبيه.

ولعل ما يفيد قراءة كتابين لي عن تربية الأطفال، ويمكن طلبهما لسويسرا عن طريق النت، والتي عنوانها (نيل وفرات دوت كوم)، والكتابان: (أولادنا من الطفولة إلى الشباب)، و(معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء).
وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات