السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مدمن (ترامادول وحشيش) منذ ثلاث سنوات, وبكميات عالية جدا، منذ 3 سنوات ذهبت إلى دكتور للتوقف, وتم إعطائي (لاميكتال 100) و(الليثيوم 3) حبة, وبالفعل أقلعت عنها.
وقال الطبيب أن عندي اضطرابا وجدانيا أيضا, وبعد مرور شهرين بعد الإقلاع توقفت عن الأدوية, وظن عقلي أن هذا وهما, وأني لست محتاجا لدكتور نفسي, ورجعت مرة أخرى وبكثرة, وبعد ذلك قررت أنه لا بد أن أتوقف، وقررت السفر إلى البلاد.
سافرت بالفعل إلى السعودية, وأنا متوقف منذ شهر, وأستخدم (لاميكتال والليثيوم) وأعاني من سوء التركيز, والبهجة, والعزلة, والخوف من الكلام, والتفكير الزائد, وعدم الثقة بالنفس.
أرجو النصيحة للاستخدام الصحيح للدواء, وما هي النوعية المطلوبة لمثل حالتي؟ وما الفترة المطلوبة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهمى محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله تعالى، والشكر لله تعالى أن عافاك من تناول الترامادول والحشيش، هذا نوع من الإدمان المركب، وهو من أسوأ أنواع التعاطي.
أنت الآن غيرت المكان، واستطعت بذلك أن تغير من سلوكك حول التعاطي، وبالفعل تغيير المكان والأدوات والأشخاص وجد أنه مفيد، لكن علاج الإدمان ليس فقط بالتوقف عن التعاطي، إنما هو تغيير سلوكي شامل وكامل، ويقين وإصرار وجلد، وأن يجعل الإنسان هنالك نوعا من الرقابة الضميرية على نفسه، ويعيش حياة هانئة طيبة بعيدة عن هذه السميات القاتلة، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: أنت الآن تتناول الليثيوم واللامكتال، وهي أدوية معروفة، وتستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، الليثيوم دواء قديم لكنه دواء ممتاز جدا وفاعل جدا، فقط هذا الدواء حساس بعض الشيء، لذا نقول لكل من يتناولونه يجب أن يتواصلوا مع أطبائهم، وذلك من أجل قياس مستوى الليثيوم في الدم، كذلك من أجل التأكد من الوظائف الجسدية الأخرى، الدواء دواء ممتاز، لكنه دواء حساس.
أنت الآن تعاني من مزاج اكتئابي من الدرجة البسيطة، وأعتقد أن هذا يمكن علاجه من خلال المثابرة والترفيه عن النفس بما هو طيب ومباح، وكذلك ممارسة الرياضة، وأن تصلي صلواتك الخمس في المسجد، وأن تكون لك أنشطة رياضية... بمعنى أن تغيير نمط حياتك سيكون دافعا إيجابيا أساسيا.
وفي ذات الوقت إذا استطعت أن تتواصل مع طبيبك حتى ولو عن طريق التليفون, أو تذهب وتقابل طبيبا في المملكة، هذا أيضا سيكون مفيدا جدا لك؛ لأن التواصل المباشر مع الطبيب دائما يمثل دعما ركيزة جوهرية من أجل التحسن النفسي واستمرارية التعافي.
كان من الممكن أن أقول لك (مثلا) تناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج بجرعة بسيطة ولمدة قليلة، عقار مثل (زولفت) هذا اسمه التجاري، ويعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) مثلا، من الأدوية الممتازة، قد تحتاج له لمدة شهرين أو ثلاثة، كدفعة دوائية تساعدك لعلاج الضجر وتحسن من تركيزك -إن شاء الله تعالى– لكن في ذات الوقت يجب أن يؤخذ برأي طبيبك في هذا الأمر، هذا مهم جدا، لأن الأدوية المضادة للاكتئاب أيضا قد تكون لها بعض السلبيات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والسلبية الأساسية تأتي في أنهم ربما يخرجون من القطب الاكتئابي إلى القطب الانشراحي، وهذا أيضا يسبب إشكالية.
عموما أنا مطمئن تماما لما تتناوله من علاج، وبشيء من التعديل البسيط والتفاؤل وتغيير نمط الحياة وتواصلك مع طبيبك، أعتقد أن أمورك -إن شاء الله تعالى– سوف تسير على خير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.