شكلي يوحي بأصغر من عمري الحقيقي، فماذا أفعل؟

0 555

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 22 سنة، أعاني من أمراض نفسية، وأحاول علاجها -بفضل الله-، مثل الخوف والقلق والرهاب الاجتماعي، وغيرها.

أعاني من حزن وألم، وذلك بسبب شكلي، حيث أن كل من يراني يعتقد أنني أصغر من عمري بكثير، وأنا أريد أن أعيش مثل بقية الفتيات اللاتي بعمري، ولا أريد أن يبتعد عني أحد لاعتقاده أنني صغيرة، وحتى خالاتي وأهلي يعاملونني وكأنني طفلة بعمر أبنائهم الصغار، وهذا ليس شكا، بل هم أخبروني بأنفسهم عن ذلك، وأهلي يعاملونني وكأنني أصغر من أخي الذي هو في الحقيقة أصغر مني بأربع سنوات، وأنا نحيفة جدا، وطولي متوسط، لكن ليس هذا السبب، فهناك فتيات نحيفات جدا ولا يعاملونهن كالأطفال.

سؤالي: ما العلاج وماذا أفعل بالضبط؟ لكي أصبح مثل باقي البنات، رجاء ساعدوني أريد حلا لهذه المشكلة المعقدة، وأنا أحب الحبوب، إذا يوجد حبوب فأريد اسمها.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التصورات السلبية عن الذات قد تكون حقيقية، أو قد تكون ناتجة من مخاوف ووساوس، أو قد تكون نوع من التطلع من جانب الإنسان ليسبق عمره -كما يقولون-.

في حالتك أنت ترين أن معاملة الآخرين لك تشير على أنك أصغر من عمرك. أنا أريدك أن تسعي لمراجعة هذا المفهوم من ناحية بناءك الجسدي، فأنت معقولة جدا، بقي بعد ذلك نضوجك الاجتماعي والمعرفي، لأن الإنسان يقاس على أساس نضوجه المعرفي ونضوجه الاجتماعي، وهل ما يقوم به من أفعال وتصرفات تناسب عمره أم لا؟

أنت راجعي نفسك في هذا السياق، وإن وجدت أن ما تقومين به هو مثل الذي يفعله من هم في عمرك أو بنات جيلك، فهنا يكون الأمر منتهيا ويجب ألا تهتمي لما يقوله من هم حولك. احكمي على نفسك بأفعالك لا بمشاعرك، وفي ذات الوقت يجب أن تكون لك صحبة ورفقة ممن هم في عمرك، واسعي لتطوير ذاتك من خلال الإكثار من الاطلاع، القراءة، الاستبصار، أن تقومي بواجباتك الاجتماعية وواجباتك الأسرية، وأن تكوني بارة بوالديك، هذا يكفي تماما، و-إن شاء الله تعالى- يجعلك تتفهمين ذاتك بصورة أفضل.

من الأشياء التي نتخوف منها من حيث الناحية النفسية والسلوكية هو: أن يقدر الإنسان ذاته تقديرا خاطئا، وأن يحقرها على وجه الخصوص. أنت هنا لا تحقرين ذاتك، لكن في ذات الوقت ربما تكون هنالك نظرة سلبية من جانبك، فأرجو ألا تهتمي بما يقوله من هم حولك، لا أقول لك تجاهليه، لكن ليس من الضروري أن يكون كلاما دقيقا، وفي ذات الوقت اسعي في تطوير نفسك، هذا هو المطلوب، وليس أكثر من ذلك، واختاري لنفسك دورا اجتماعيا وأسريا، يناسب مقدراتك ويناسب عمرك.

لا أرى أنك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي، وهنالك كتب على وجه الخصوص، أرى أنها سوف تكون مفيدة لك، كتاب الدكتور/ بشير الرشيدي (التعامل مع الذات)، أعتقد أنه سوف يكون كتابا جيدا ومفيدا لك، وكذلك أي من الكتب التي تتحدث عن الذكاء العاطفي، مثل كتاب دانييل جولمان، وهو موجود في مكتبة جرير، هذا الكتاب من الكتب والمؤلفات الجيدة التي فيها الكثير من التوجيهات حتى يستشعر الإنسان نفسه بصورة صحيحة، ويتعامل معها بصورة إيجابية، وبعد ذلك يسعى أن يتعامل مع الآخرين بصورة إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات