السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
عمري 32 سنة، ووزني زائد جدا، ولي طفلتان، باختصار أعاني من وسواس قهري ورهاب من الموت قتلني، وأعيش في الغربة منذ 6 سنوات مما أثر في حالتي.
المشكلة الآن أني من حوالي 4 سنين لما بدأ رهاب الموت معي، كانت تأتيني ضربات قلب سريعة يتبعها مثل خطفة في النفس، ويعود النفس طبيعيا، بمعنى أني أتنفس ثم ينخطف قلبي، أو كأن يحدث توقف في ضربات القلب للحظة ويعود مرة أخرى بخطفة مكتومة وأعود للتنفس، ولم تستمر إلا أسبوعا واختفت، وها هي تعود من جديد منذ أسبوعين.
لدي تسارع في التنفس، حتى أثناء تناول الطعام، وأعاني من كتمة في الأنف، ﻻ أعلم إن كانت هناك علاقة بينهما، ولكن أعاني من حساسية أنف وﻻ أستطيع التنفس إﻻ إذا استخدمت اوترفين أطفال، ﻻ أعلم ما أصابني، أتناول أندرال 10مرتين في اليوم لعلاج هذا اﻻضطراب، أتناوله من نفسي، نصحتني طبيبة صديقة لي، أعيش في عذاب من ناحية التنفس أثناء الأكل والشرب، ضربات قلب غير منتظمة، أخشى توقف قلبي أثناء نومي، وساعات نومي قليلة.
ﻻ أعلم ما أفعل، تعبت وسئمت كل شيء، حتى علاقتي ببناتي كلها وسواس وخوف، حاوات كثيرا السيطرة على نفسي وفشلت، فالوحدة هنا بشعة وﻻ يوجد أي طريق لإشغال نفسي وﻻ أعمل، هل أنا مصابة بمرض في القلب أم حالة نفسية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sarsor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نظراتك للحياة ولوضعك الصحي وكذلك التواصل سلبية جدا، والإنسان إذا رفض أمرا ما وكان مصرا على أن هذا الوضع لا يناسبه، هذا يؤدي إلى نوع من النفور النفسي، والنفور النفسي يؤدي إلى الكآبة ويؤدي إلى الشعور بالضجر والإحباط.
من المفترض أن تنظري للأمور بصورة إيجابية أكثر، تخوفك وشكواك حول الغربة والوحدة، أعتقد أنه يحتاج منك لتغيير مفاهيم، قطعا أنت الآن مع زوجك وأطفالك، للسعي من أجل أن توفروا لحياتكم أفضل ولأنفسكم، هذا يجب أن يكون محفزا ودافعا لك لئلا تشعري بالغربة هذه، والحياة الآن لا تقاس بالمسافات الجغرافية، وطنك هو المكان الذي ترتاح فيه، وطنك هو المكان الذي تجد فيه رزقك، والتواصل مع الوطن الأم ليس صعبا أبدا.
أنا أعتقد أنه ربما تكون روابطك الأسرية عميقة جدا ووجدت صعوبة في الفكاك عن التعلق بأسرتك، لكن الآن أنت مع زوجك، ويجب أن تكون مساندتك له، يجب أن تكوني مشغولة بأشياء تفيدك من قراءة واطلاع، والمملكة العربية السعودية بها الكثير من الوسائل التثقيفية والتعليمية، وحفظ القرآن الكريم وتدارسه، فهنالك فرص عظيمة جدا لك لأن تغير مفاهيمك وأن تغير نمط حياتك، وأعتقد أن هذا هو الذي سوف يساعدك كثيرا في التخلص من الخوف.
الأمر الآخر، أنت الآن أمامك مهمة واضحة جدا، وهي أن تخففي وزنك، يجب أن تضعي برنامجا واضحا وثابتا وتلتزمي به، وتنفذيه تنفيذا قاطعا، وحين يخف وزنك أعتقد أن ذلك سوف يشرح صدرك، وهذه معروفة أن الروابط ما بين السمنة والاكتئاب النفسي ثابتة وجلية ومعروفة جدا.
أنا لا أقول لك أنك مكتئبة اكتئابا حقيقيا، لكن أرى أنه لديك علامات ومؤشرات الاكتئاب الظرفي الذي نتج من عدم القدرة على التكيف، فاجعلي لنفسك مشروعا واضحا يستغرق ستة أشهر إلى عام، من خلاله تخففين وزنك.
أعتقد أنه يوجد لديك الكثير مما يمكن أن تقومي به، وقطعا تخفيف الوزن سوف يساعدك في التنفس، في زوال الحساسية، وأرجو ألا تشربي الشاي والقهوة كثيرا، لأن ذلك يؤدي إلى اضطراب في نبضات القلب في بعض الأحيان، وحاولي أن تتجنبي النوم النهاري.
عقار إندرال دواء جيد، لكن إذا كان لديك أي حساسية في الصدر فلا يفضل استعماله، وأنا أعتقد أنك لو قمت بزيارة الطبيب – طبيب الأسرة مثلا – لإجراء فحوصات عامة حتى ولو لمرة واحدة، هذا أيضا سوف يعطيك ثباتا نفسيا ودفعا إيجابيا - إن شاء الله تعالى - .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.