السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من مساعدة.
أطرح مشكلتي التي أرهقتني كثيرا، أنا في الفترة الأخيرة لاحظت على نفسي تغيرا كبيرا في شخصيتي للأسوأ بالتأكيد، أصبحت لا أستطيع التركيز وطوال الوقت شارد الذهن، لا أستطيع المذاكرة، أصبحت أشك في إجاباتي، أمسحها وأكتب الإجابة الخاطئة، أصبحت أنسى كثيرا، وأتردد وأغير آرائي أوافق ثم أتراجع.
أصبحت لا أتكلم إلا قليلا جدا، وإذا تكلمت فكلامي ليس مفهوما لمن هم حولي، فهو يكون مقطعا ومختصرا وغير مترابط، ويطلبون أن أعيد الكلام، أنا مهمل في كل شيء إهمالا غير طبيعي، أصبح بي برود في المشاعر ولا مبالاة شديدين، ولا أستطيع أن أنضبط مع الأنظمة والقوانين، يوبخونني كثيرا، يقولون: إني غريب ومختلف، وأخلاقي ليست جيدة، أشعر أني سيء، أصبحت أكره الخروج لأي مكان، للاجتماعات والمناسبات، الأسواق والمطاعم، وحتى المدرسة.
أصبحت أتغيب كثيرا، والذي صدمني أكثر أني أصبحت أكره الخروج من غرفتي، فغرفتي عالمي الصغير الذي يحتويني طوال الوقت، أجلس فيها أفكر وأفكر وأفكر في أشياء ليس لها فائدة أو معنى، وأبقى بالساعات أفكر، أشعر بالملل من كل شيء، ولا أستطيع أن أستمتع بأي شيء، انطويت على نفسي رغم أني كنت اجتماعيا، حيث ضعفت علاقاتي مع أصدقائي.
لم أستطع تكوين صداقات جديدة منذ السنة الماضية، رغم أني كنت أكون الكثير من الصداقات، أصبحت لا أطيق الجلوس مع الناس، وأخجل كثيرا، ولا أستطيع التحدث معهم، أشعر بتأنيب ضمير شديد دائما، حتى لو كان الأمر بسيطا ولا يستحق كل هذا التعقيد، يبدو أنه تعذيب ضمير وليس تأنيبا، أشعر أنه لا فائدة مني، إلا أني أسبب الكثير من المشاكل والمضايقات، أشعر أني فعلا ثقيل على الجميع، لست راضيا عن نفسي أبدا، أتمنى أن تتغير للأفضل أو تعود مثل ما كانت عليه.