لا أستطيع المذاكرة لأسبوعين في الشهر بسبب الدورة الشهرية، ما نصيحتكم؟

0 418

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، وأعاني مشاكل في المذاكرة، كنت أعتقد أن هذا بسبب تقصير في حق الله، حيث لا أوفق في حياتي إذا قصرت في حق الله، ولكن علاقتي مع الله – الحمد لله - جيدة، حيث أني أحافظ على صلاتي في وقتها، وأحافظ على وردي القرآني، فبدأت أبحث عن أسباب أخرى لماذا لا أستطيع المذاكرة؟ فوجدت أن هنالك فترة معينة لا أستطيع المذاكرة فيها، وهي فترة ما قبل الدورة الشهرية بأسبوع وخلال الدورة الشهرية، وبعد الدورة بحوالي ثلاثة أيام، بمعنى أصح حوالي (17) يوما، لا أستطيع المذاكرة نهائيا، وأنام لفترات طويلة جدا قد تتعدى 12 ساعة يوميا، وأنعزل في غرفتي ولا أريد أن أتكلم مع أحد، أضغط على نفسي وأحاول أن أذاكر بكل شتى الطرق لكن دون جدوى! تعبت جدا من المحاولة، والآن أنا متأخرة في دراستي كثيرة، وهذا يزيد توتري وقلقي جدا، لا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ أرجو أن تنصحونني ماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع.

أحمد الله تعالى على أن علاقتك بالله تعالى جيدة، وأدعوه ربي أن ينعم علينا بهذه العلاقة الطيبة، وأن يرضى عنا.

لا أكتمك أنه عندما قرأت عنوان استشارتك "لا أستطيع المذاكرة لمدة أسبوعين في الشهر"، قلت في نفسي أن هناك احتمال علاقة هذا بالدورة الشهرية، فإذا بسؤالك يذكر هذا تماما.

تعاني الكثير من الفتيات والسيدات من التقلبات المزاجية المتعلقة بالدورة الشهرية، وخاصة عند الشابات أمثالك، حيث تدور في حياتك أمور كثيرة، وكونك طالبة فلا شك أن هناك أمورا كثيرة عليك أن تختاري بينها، فأعان الله هذه الشابات على حسن التكيف مع تحديات وصعوبات الحياة.

وبالإضافة لكل هذا، فهناك التبدلات الهرمونية وخاصة المتعلقة بالدورة الشهرية أو غيرها، ومن المعروف أن هناك حالة خاصة تسمى "PRE-MENSTRUA TENTION, PMT" أو توتر حول الدورة الشهرية، وهذه الحالة منتشرة وبشكل واسع عند الفتيات والنساء في سن الإنجاب، حيث يقارب من 90% منهن تظهر عليهن بعض الأعراض النفسية أو الجسدية والتي تشير لاقتراب فترة الدورة الشهرية، وربما تعاني ثلث هؤلاء من بعض الأعراض المزعجة، إلا أن اللواتي يعانين من هذا الاضطراب قد يصلن إلى 5-10 % من مجموع الفتيات والنساء.

وحيث تصاب الفتاة ببعض التوتر وبما يرافقه من أعراض نفسية وعاطفية، من التوتر وضعف التركيز والرغبة الشديدة بالنوم والخلود للراحة، وكذلك الأعراض الجسدية قد تشمل الصداع والغثيان، وبعض آلام البطن والحوض، وغيرها من الأعراض، والخبر السعيد أن كثير من هذه التقلبات المزاجية والعاطفية تتحسن وتخف مع الوقت، إما بسبب استقرار الهرمونات، أو بسبب التكيف والتأقلم النفسي الاجتماعي، واعتيادك على تجاوز بعض هذه الصعوبات.

وصحيح أن معظم العلاجات هي علاجات قصيرة الأمد، إلا أنه وجد أن تغيير الحمية الغذائية، وتعديل نمط الحياة من الأنشطة والفعاليات والرياضة يمكن أن يعين كثيرا في تخفيف الأعراض، ويمكن أن نقسم العلاجات إلى نوعين: العلاجات الهرمونية، وغير الهرمونية. فالعلاج الهرموني يقوم على وصف الهرمون النسائي وخاصة مع اليوم الأول للدورة، وهناك علاجات هرمونية أخرة تشرف عليها الطبيبة النسائية.

وأما العلاجات غير الهرمونية فهي عديدة ومنها: المدرات البولية والتي تخفف الاحتقان، والفيتامين 6B، وبعض مضادات الاكتئاب، وكذلك الأسبرين قد يفيد، وبعض الأدوية الأخرى التي تخفف آلام احتقان الثديين، ونحن ننصح عادة بأن تشرف على هذه العلاجات الطبيبة المتخصصة بالأمراض النسائية.

ومما يعين كذلك، تعزيز الثقة بالنفس وذلك عن طريق تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهذا في منتهى الأهمية. ويبدو من خلال سؤالك أن لديك الكثير مما يمكنك من الافتخار به، عززي عندك مثل هذه الأمور الإيجابية، وهذه طريقة غير مباشرة للتخفيف من التوتر والتقلبات المزاجية بشكل عام.

وفقك الله، وكتب لك التوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات