هل لا زالت لدي فرصة إنجاب طبيعية بعد الإجهاض لمرتين بسبب التجلط؟

0 463

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ سنتين، في السنة الأولى لم نرغب بالإنجاب وكنا نمنع طبيعيا حسب الأيام، بعد سنة حملت وكان حملي طبيعيا، ولكن في الأسبوع 18 تعرضت لإجهاض، وقيل لي أن السبب هو تجلط الدم في الحبل السري، وبعد إجهاضي بثلاثة أشهر حملت مرة أخرى، وهذه المرة كنت عند الطبيب بشكل مستمر، وكنت آخذ حبوبا وإبرا لمنع التجلط، ولكن في الأسبوع 22 حصل لي إجهاض مرة أخرى، الطبيبة قالت لي: أن هذه الأدوية لم تكفي.

سؤالي: الآن مضت أربعة أشهر على إجهاضي الأخير، وأنا خائفة من فكرة الحمل مرة أخرى، والإجهاض آخر مرة كنت عند الطبيبة، وقالت أن الرحم عاد لطبيعته ولا يوجد مانع من الحمل، ولكني خائفة جدا. هل لا زالت لدي فرصة إنجاب طبيعية بعد الإجهاض لمرتين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

بما أنه قد تم تشخيص سبب الإجهاض عندك، وهو حدوث تجلط في أوعية المشيمة، فيجب معرفة سبب زيادة التجلط، هل هو بسبب وجود أجسام مناعية كما يحدث في حالة أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية مثلا؟ أم هي بسبب اضطراب في عوامل التخثر في الدم؟ أم بسبب استعداد وراثي؟ أم غير ذلك من الأسباب؟ وهذا يمكن تحديده بالاطلاع على نتائج التحاليل التي تم عملها، ولذلك كنت أفضل لو قمت بإرسال هذه التحاليل للاطلاع عليها.

وأحب أن أوضح لك بأنه وفي حالات الإجهاض الناتجة عن زيادة التخثر - كما هو الحال عندك -، فإن العلاج المميع ورغم أنه يعطي نسبة نجاح جيدة جدا، إلا أنها تبقى بحدود 80%، وهذا في أحسن الأحوال، أي تبقى هنالك نسبة 20% قد لا تفيد فيها هذه المميعات، ويحدث الإجهاض فيها رغم تناول المميعات طوال فترة الحمل، لكن إن نظرنا إلى الموضوع نظرة علمية، فإننا نقول بأن نسبة الاجهاض هذه تعادل نسبة الإجهاض في الحمل الطبيعي الذي لا يكون فيه لدى السيدة أي مشكلة صحية، بمعنى أن العلاج بالمميعات سيجعل فرصة نجاح الحمل عندك في الحدود الطبيعية، ولن يجعلها 100%، فلا يوجد حمل يمكن أن يكون مضمونا بنسبة 100%.

وهنالك بروتوكولات علاجية مختلفة، ويمكن تجربة بروتوكول علاجي جديد عندك في الحمل القادم - إن شاء الله -، فمثلا يمكن تناول إبر (الهيبارين)، وهي إبر لتمييع الدم مع حبوب تسمى (بريدنيزون) يوميا، وهي نوع من الكورتيزون لتقليل الأجسام المناعية التي تؤهب للتجلط، وأيضا هذا البروتوكول إن طبق بشكل صحيح فإنه يعطي نسبة نجاح 80% - بإذن الله تعالى -.

ويجب أن يتم عمل زراعة من باطن عنق الرحم، وتناول مضاد حيوي مثل (اريثروميسن) 500 ملغ ثلاث حبات يوميا لمدة أسبوع، وذلك قبل حدوث الحمل كنوع من الاحتياط للقضاء على أي التهاب قد يكون كامنا في عنق الرحم، وينشط في الحمل – لا قدر الله -.

كما أنصح بأن يتم عمل ربط لعنق الرحم عند بلوغ الحمل عمر 14 أسبوعا، وأيضا هذا نوع من الاحتياط، وعلى الرغم من أن الطبيب قد وجد بأن زيادة التخثر هي السبب في حدوث الإجهاض، إلا أنه يجب أيضا التأكد من سلامة جوف الرحم، وعدم وجود ما يعيق تطور الحمل مثل الحاجز، أو الانحراف في جدران الرحم – لا قدر الله -، وهذا ممكن أن يتم عن طريق صورة ظليلة للرحم، أو عن طريق عمل تنظير لجوف الرحم، وهذا هو الأفضل.

إن كل ما سبق سيرفع من فرصة نجاح الحمل القادم - بإذن الله تعالى -، وهو في النهاية نوع من الأخذ بالأسباب، ويبقى التوكل على الله عز وجل هو الأساس فهو خير الحافظين.

نسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات