السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، لا أعاني من أي أمراض مزمنة، ولا أدخن.
أصبت قبل شهر بالتهاب المعدة -والحمد لله- تعافيت من الالتهاب، وتحسنت حالتي كثيرا، إلا أنه بقيت لدي أعراض لم تنته بعد، ألا وهي آلام المعدة، تأتي وتذهب، وصعوبة في إخراج التجشؤ.
بعد الأكل أحس بأن هناك غازات ستخرج، وأحاول إخراجها لكن دون جدوى، وكأن هناك شيئا في طريقها يعيق خروجها، وأيضا أعاني من إحساس وجود لقمة في الحلق لا تنزل.
أخبرت طبيبي بذلك، فقال إن هذا بسبب ارتجاع الحمض (أسيد ريفلاكس) لكنني لا أعاني من أي حرقان أبدا، وفي الآونة الأخيرة بدأت أعاني من الانتفاخ، ومن تجمع الغازات.
سؤالي هو: ما السبب في صعوبة التجشؤ، وكيف أستطيع أن أعالج هذه الأعراض؟
أنا أشك أنني مصاب بالقرحة، فهل هذه هي أعراض القرحة؟
جزاكم الله خيرا على جهودكم، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض التي تذكرها تتماشى مع الارتجاع المريئي، وهو ينتج عن ضعف المعصرة بين المرئ والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.
إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي تناول الأطعمة الحارة، كالفلفل والبهار والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة، والأطعمة المقلية، والدهون، والبصل والنعناع، والشوكولاتة، والقهوة والشاي، والكحول، والمشروبات الغازية.
التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعفا، وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن بالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، ولو بالاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.
أيضا وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم؛ للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.
المعالجة الدوائية: أفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين) مثل (البارييت، والأوميبرازول، والنكسيوم) فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي.
العلاج الجراحي: ويكمن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير، وليست بالتدخل الجراحي.
والله الموفق.