أنا طالب في الثانوية وأريد المساعدة على ترك التعلق بفتاة

0 141

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة تشغلني: أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، تعلقت بفتاة رغما عني، المشكلة أني أعرف أن هذا حرام، لكن لا أعرف كيف أتركها، فهل يمكن أن تساعدوني بالحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونحن سعداء بهذه الاستشارة، ونحب أن نؤكد لك أنك قادر، بل أنت قادر -بإذن الله تعالى– على ترك هذه الفتاة؛ لأنك مسلم، وصمت رمضان، وتركت طعامك وشرابك لله، ونبشرك بأن من ترك شيئا لله عوضه الله تبارك وتعالى خيرا منه، ولا نريد لشاب مثلك في الفتوة والعزيمة أن ينهزم أمام مثل هذه الشهوة، التي جاءت في غير أوانها وفي غير موضعها.

ونحب أن نؤكد لك أن انصرافك عن الفتاة وتشاغلك عنها، واشتغالك بالطاعة وعمارة قلبك بالتوحيد والتلاوة والذكر، والإنابة لله تبارك وتعالى سينسيك ما تجد من معاناة، واعلم كذلك بأن هذا التعلق لا يرضي الله تبارك وتعالى، وهذا التعلق لن يجلب لك إلا التعب والآهات، وهذا أيضا مما يعينك على الخروج مما أنت فيه.

نحن نقدر الصعوبة، ولكن الصعوبة والخطورة والشر في الاستمرار، فالتوقف هو معاناة لحظات، بعدها الإنسان يعود إلى صوابه، ويعود إلى توازنه، فاجتهد أولا في البعد عن الفتاة، والبعد عن مكانها، وغير مكان جلوسك، إذا كانت في الجامعة أو في الدراسة معك، وابتعد عن الشارع التي تقف فيه، واتخذ كافة الوسائل، وإذا جئت إلى جوارها أو إلى جوار نساء فعليك أن تغض البصر، تغض بصرك؛ لأن هذا هو المفتاح، وإذا غض الإنسان بصره وجد المعونة، بل وجد حلاوة للإيمان في قلبه.

نحب أن نؤكد لك أن هذا التعلق في غير مكانه؛ لأنك لست مستعدا للزواج، بل لأنك لا تعرف هل تشاركك أو لا؟ بل لأنك لا تعلم هل يرضى أهلها أو لا يرضون؟ بل لأن الشريعة لا تعترف بأي علاقة في الخفاء، تريد للرجل إذا أعجب بفتاة أن يذهب مباشرة إلى باب بيت أهلها، وأن يأتي الأمر من بابه، وأن يتقدم أهله بطلب يدها رسميا، غير ذلك لا يعترف به هذا الدين، ولا يجر لأصحابه إلا الويلات وإلا المعاناة.

فانصرف لدراستك، وتوجه قبل ذلك لطاعة الله تبارك وتعالى، وعمر قلبك بحب الله تبارك وتعالى، فإن هذا يغني عن كل ميل سواه، والإنسان إذا أحب الله تبارك وتعالى وأحب الرسول - صلى الله عليه وسلم – ثم أحب كل ما جاء عن الله وعن الرسول - صلى الله عليه وسلم – فإن في ذلك رادع وأي رادع عن السير في هذا النفق المظلم، وتفكر فإنك لن تصل إلى شيء بهذا التعلق.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعمر قلبك بالتوحيد والمراقبة، وأن يردك إلى الحق ردا جميلا، وأن يباعد بينك وبين الفتاة، وأن يجعلك لا تميل هذا الميل إلا في الوقت المناسب والطريقة المناسبة التي ترضي الله تبارك وتعالى، فالإسلام لا يعترف بأي علاقة من هذا النوع، إلا إذا كان لها غطاء شرعي، بعلم أهله وأهلها، بأن يتقدم رسميا وفق الخطوات المعروفة المألوفة في الوقت الذي نتمنى أن تتهيأ له وتبلغه -بإذن الله– ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات