السؤال
السلام عليكم
عانيت وما زلت أعاني من رهاب اجتماعي شديد دمر حياتي، وأضاع علي فرصا كثيرة، وأنا الآن بالجامعة ومن داخلي أريد الإبداع وفتح صفحة جديدة، ولكن ما بلاني به ربي كرهني في نفسي بل في الحياة كلها، وأصبحت أفكر بالانتحار حتى أني أقدمت على ذلك مرة ولم أنجح، أريد علاجا نهائيا لهذا الابتلاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحزنني ويحزنني كثيرا حين أسمع من الأفاضل والفاضلات من الشباب من أمثالك حين يتحدثون عن الانتحار وأفكار الانتحار، هذا الكلام لا يجوز، هذا الكلام محزن جدا، الحياة طيبة والحياة جميلة، والحياة لكم شباب الإسلام، قد تحدث لنا مضايقات، قد يحدث لنا شيء من عدم الارتياح، قد نتعرض لضغوط، هذا يجب أن يقوينا، ويجب أن يجعلنا أكثر جلدا وأرفع همة.
ما هذا الذي تقولينه - أيتها الفاضلة الكريمة -؟ لا، حقري هذا الفكر الحقير، وعيشي حياتك بقوة وأمل ورجاء، والمستقبل لك.
ما هو الرهاب الاجتماعي؟ الرهاب الاجتماعي هو شعور داخلي بالخوف من مواقف لا تتطلب الخوف، وهو ليس ضعفا في الإيمان، ولا ضعفا في الشخصية، إنما هو علة مكتسبة نتيجة للمرور بتجارب سلبية تعرض فيها الإنسان لشيء من المخاوف، أو التخويف دون أن يشعر بذلك.
أنت الآن بالجامعة، وهذه فرصة عظيمة جدا لك للتمازج والتفاعل خاصة مع الصالحات من الفتيات، اجلسي في الصف الأول، كوني أكثر ثقة وقوة في نفسك، ولا تتجنبي، المواجهة هي طريق الخلاص، والتجنب هو طريق الانكفاء والمزيد من الانزواء والاكتئاب، لا، هذا لا يناسبك أبدا، وأبشرك بأنه توجد أدوية فعالة جدا لأن تخلصك من هذا الرهاب الاجتماعي، وفي ذات الوقت تحسن من مزاجك.
أنت تعيشين في الأردن، والأردن - ما شاء الله - به الكثير من المختصين النفسيين العمالقة، فأرجو أن تتواصلي مع أحدهم حتى يصف لك دواء مناسبا مثل عقار (زولفت) هذا اسمه التجاري، ويعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) أو عقار (زيروكسات) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (باروكستين) وهي من الأدوية المتميزة جدا لعلاج حالتك هذه.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.