من عاداتنا أن تبقى الزوجة مع أم زوجها لتخدمها إذا سافر، فما حكم ذلك؟

0 442

السؤال

أنا شاب متزوج، مغترب، وبحكم سفري أواجه بعض المشاكل وهي: أن من حكم العادات في حال سفر الابن أن تبقى الزوجة لتخدم أم الزوج، وتكون معها، خاصة وأن أخواتي متزوجات في بيوتهن، ويقمن بنفس الدور مع أمهات أزواجهن.

ولا أدري هل إذا تركت زوجتي في بيت أبيها لرغبتها في ذلك إلى حين رجوعي من السفر، خاصة وأنا أيضا عندي إخواني من الذكور البالغين -رغم تدينهم الشديد- في نفس البيت، وشقتي منفصلة، ولكن أنا غيور بطبعي، وإذا تم ذلك هل أكون عاقا لوالدتي؟ والتي تنتظر مجيء زوجتي لخدمتها وإراحتها من المشقة اليومية، وكذلك عرضة لاستهجان الناس بأني نصرت زوجتي على أمي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله الكريم أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل سوء.

الأخ الفاضل: لا شك أن بر الوالدين من أقصر الطرق المؤدية للجنة، وقد أمر الله ببرهم بصيغ الوجوب، وما ذكرته حفظك الله من عدم وجود من يرعى والدتك ويخفف عنها أمور البيت أمر هام، خاصة إذا كانت تلك عادة أهل بيتك، وقد ذكرت غيرتك رغم تدين إخوانك، وهذا أمر طبيعي لا غضاضة فيه.

وتبقى مشكلتك في إمكانية الجمع بين خدمة والدتك، وجلوس زوجتك في بيت أبيها بناء على رغبتها ورغبتك.

لكن نحب أن نبين لك حكما شرعيا هاما وهو: إن خدمة والدتك واجب عليك وعلى إخوانك، وليس واجبا على زوجتك خدمة أمك هكذا قرر أهل العلم، وبالطبع لا يصلح أن تقول ذلك لأمك أو لإخوانك، ونحن لا نعلم طبيعة الوالدة الصحية، ولا نعلم حاجتها إلى من يخدمها، ولا طبيعة العادات التي تحكمكم، ولكن سنضع لك عدة حلول وتخير أنت من بينها ما يناسبك.

أولا: الإسراع في زواج أحد إخوانك المقيمين في البيت، وبذلك تحل تلك المشكلة، ولا بأس أن تعاونه أنت في الزواج.

ثانيا: أن ترسل زوجتك إلى أمك في غياب إخوانك المعتاد، لتقضى حاجتها، ثم ترجع إلي بيت أبيها، ويمكنها أي زوجتك أن تأخذ معها والدتها، أو من ترغب أنت في صحبتها إلى هناك.

ثالثا: أن تتفق مع الوالدة أن تأتيها في أيام معينة من الأسبوع لقضاء كل حاجتها، وأن تعود إلي بيت والدها.

رابعا: أن تنتقل الأم إلى شقتك مع زوجتك، وأن تمكث معها في شقتك بعيدا عن إخوانك، وأن تتفق مع أمك على أن تقضي أيام العطلة الأسبوعية في بيت أبيها.

وأخيرا أخي الحبيب اجتهد ألا تظهر لوالدتك أن الأمر صعب عليك؛ حتى لا تشعر أنها وبعد ما ضحت وبذلت من المعاناة في تربيتك وإخوانك ما بذلت أنها أصبحت عبئا ثقيلا، احذر أن يصل إليها هذا المعنى، واجتهد في إسعادها وبرها، واعلم أنك مأجور ببرك لها وأن الله سيبارك لك في أهلك ومالك وولدك بذلك، كما لا يفوتك أن تكثر من الثناء على زوجك، وأن تمدحها على صنيعها مع والدتك؛ فإن هذا الكلام يعد حافزا لها على الاستمرار والزيادة.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات