السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 26 سنة, متزوج منذ 7 أشهر, وأعاني من تسارع دقات القلب, وقبل فترة جاءتني دقات قلب قوية, كاد يخرج قلبي من مكانه, وعملت تخطيط القلب, وفحص الإيكو, ولله الحمد كلها سليمة, فما السبب برأيكم؟
وأعاني من قلق وخوف ووسواس, وسواس الخوف من الموت والأمراض, واكتئاب, أتضايق لذهابي للعمل, وأرغب في الرجوع للبيت بأسرع وقت, وهذا أثر على أدائي الوظيفي, وتعاملي مع أهلي.
أتمنى أن ترجع حياتي مثل قبل, صفاء ونقاء وسعادة, مع العلم بأني أعاني من الوسواس منذ 10 سنوات, لكن ولله الحمد يأتيني على فترات, يعني أعاني منه لما تحدث حالة وفاة لأشخاص, أو أصاب بمرض, ولو خفيف.
ومنذ سنتين أو سنة ونص وحياتي كلها سعادة وصفاء, لكني عانيت قبل شهرين من الحموضة, ورجع لي الوسواس والخوف والاكتئاب, وظهرت لي الأعراض التي ذكرتها, من ضيق, وتسارع دقات القلب, وضيق التنفس, فكيف أعالج الوسواس والقلق والخوف والاكتئاب؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لتسارع دقات القلب، والتي سببت لك الإزعاج, وقمت بإجراء الفحوصات اللازمة, وكلها سليمة؛ فهذا يدل أنه لا توجد علة عضوية -إن شاء الله تعالى- وكان من المفترض أن يوضح لك طبيب القلب ويطمئنك، فما يقوله لك قطعا سوف يكون أقوى وقعا وتأثيرا عليك، وهو بالطبع تأثير إيجابي حين يحمل لك الطبيب هذه الأخبار الجميلة.
بما أنك تعاني من القلق والوساوس والمخاوف, ولديك أعراض جسدية متعددة, ومنها تسارع ضربات القلب، هذا مرتبط قطعا بحالة القلق والمخاوف، فالذي أنصح به هو أن تتوجه, وتقابل طبيبا نفسيا إن أمكن ذلك، وإن لم تستطع يمكنك أن تتحصل على أحد الأدوية ذات الفعالية المعروفة لعلاج مثل هذه الحالات، ومن أفضل هذه الأدوية يمكن أن نقول العقار الذي يسمى (زولفت) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (سيرترالين).
الجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجراما (نصف حبة) تتناولها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي خمسين مليجراما– تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ويدعم السيرترالين بعقار (إندرال) وهو دواء مشهور جدا وبسيط ومعروف، ويساعد كثيرا في علاج تسارع ضربات القلب الناتجة من القلق، جرعته هي عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
جرعة السيرترالين التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، حيث إن هذا الدواء يمكن استعماله حتى ثلاثة أو أربعة حبات في اليوم، لكن إذا لم تتحسن حالتك على حبة واحدة؛ هنا يمكن أن تقابل الطبيب, أو ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم.
أيها الفاضل الكريم: لا تزعج نفسك، كن متفائلا، اجتهد في عملك، تواصل اجتماعيا، حقر فكرة الوساوس، ولا تناقشها أبدا، أغلق أمامها الطريق تماما، قلل من شرب الشاي والقهوة، لأن ذلك يساعدك في موضوع تسارع ضربات القلب، وأيضا تمارين التنفس المتدرج، أو ما يسمى بتمارين الاسترخاء، سيكون مفيدا لك، وموقعنا أعد استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها, وتستفيد من محتواها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.