السؤال
السلام عليكم
أنا متزوج ولدي طفل صحي وسليم، أعيش في أمريكا، حملت زوجتي بالحمل الثاني، فظهرت مشاكل في الحمل، كانت ولادة زوجتي في الشهر الثامن ولادة طارئة، والمولود ذكر.
الأطباء طلبو منا إجراء فحص وراثي للمولود وأجرينا الفحص، فظهر أن للطفل خلل في الكروسومات القادمة من الأم؛ وطلبوا من زوجتي الفحص الوراثي، وأيضا أثبت أن لديها نفس الشيء الذي كان عند المولود.
المولود حاليا متوفى، والأطباء قالوا: إن هناك خيارين، الأول: الحمل الطبيعي، وإجراء الفحص الوراثي في الشهر الرابع، والثاني هو: طفل الأنابيب.
نحن توجهنا إلى طفل الأنابيب، فقال الطبيب الخاص بأطفال الأنابيب: إن الفحص الوراثي فيه خياران، الأول هو: إجراء الفحص الوراثي بعد ثلاثة أيام من سحب البيوض، وإعادتها بعد ذلك للأم. الثاني هو: إجراء الفحص بعد خمسة أيام من سحب البيوض، وبعد ذلك يتم تجميدها وإعادتها بعد شهر للأم.
سؤالي هو: نحن في حيرة، فبماذا تنصحونا أن نختار؟ علما أن نسبة صحة المعلومات المتحصلة من الفحص الوراثي 98%، وولادة زوجتي قيصرية، وكانت في الشهر التاسع الماضي، ونحن قررنا إجراء عملية طفل الأنابيب في الشهر واحد القادم، والدورة الشهرية لدى زوجتي منتظمة في الأيام العادية، ولكن بعد الولادة أيضا كانت منتظمة، فقط في الشهر الماضي امتدت إلى 10 أيام بدلا من ستة أيام، وفي هذا الشهر تأخرت ولم تأتي إلى الآن.
سؤالي: هل عدم انتظام الدورة يؤثر على عملية طفل الأنابيب؟ وهل يؤثر على الحمل؟
وآسف على الإطالة، ولكم جزيل الشكر والاحترام، وعافاكم الله من أمراض الدنيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عوضكم الله بكل خير, وجعل صبركم واحتسابكم في ميزان حسناتكم يوم القيامة إن شاء الله.
نعم -أيها الأخ الفاضل - إن التحليل الوراثي للأجنة في عملية أطفال الأنابيب, يمكن أن يتم عمله إما مبكرا في اليوم الثالث بعد الإلقاح, عندما تكون الأجنة قد وصلت إلى مرحلة نسميها ب(العلقة) وهي مرحلة يكون عدد الخلايا فيها من (6-8) خلايا فقط.
أو أن يتم متأخرا قليلا في اليوم الخامس بعد الإلقاح, وهنا تكون الأجنة قد وصلت إلى مرحلة نسميها ب (الجسم التوتي)؛ لأن منظرها يشبه حبة التوت, وعدد الخلايا قد أصبح كثيرا.
ولكل تحليل سلبيات وإيجابيات, فمثلا التحليل الوراثي في اليوم الثالث, يتطلب أخذ من 1-2 خلية على الأقل من خلايا العلقة؛ ولأن العلقة لا تحتوي إلا على 6-8 خلايا فقط, فإنها قد تتضرر, أو تموت ولا تكمل نموها -لا قدر الله- وبالتالي سيقل أو ينعدم عدد الأجنة الحية التي يمكن إعادتها إلى الرحم.
كما أن من سلبيات التحليل المبكر: أن فحص خلية أو خليتين فقط قد لا يكون كافيا للوصول إلى نتيجة, وبالتالي لا يمكن هنا إرجاع الأجنة التي أخذت منها العينة حتى لو أكملت نموها.
أما من إيجابيات التحليل المبكر في اليوم الثالث فهي وجود وقت كاف للحصول على نتيجة التحليل, أي إمكانية إعادة الأجنة بدون أن نضطر إلى تجميدها؛ لأن المضغة حينها لا تكون قد كبرت كثيرا.
بالنسبة للتحليل المتأخر في اليوم الخامس: هنا ستكون نتائجه أضمن وأدق؛ لأنه يمكن أخذ عدد أكثر من الخلايا وفحصها وراثيا, لكن سلبياته هي عدم توفر وقت كاف لعمل التحليل, فإن انتظرنا النتيجة فإن المضغة ستكبر أكثر وسيصعب تعشيشها في الرحم بعد إرجاعها, ولذلك يجب أن يتم اللجوء إلى تجميد الأجنة لحفظها, ثم وبعد ظهور نتائج التحاليل يتم إذابة الأجنة السليمة, وإعادتها إلى الرحم.
ولأن تقنيات التجميد قد تحسنت كثيرا، ونتائجها أصبحت جيدة, خاصة في أمريكا, فنصيحتي هي: بأن تلجأ إلى التحليل الوراثي في اليوم الخامس, فهنا ستكون نتائجه أضمن إن شاء الله, بمعنى أنه إن حدث حمل بإذن الله, فسيكون حمل بجنين سليم إن شاء الله.
وبالطبع لا يوجد ضمان 100%, لكن نسبة 98% يمكن اعتبارها نسبة ممتازة جدا, فحتى في الحمل الطبيعي الذي لا يكون فيه أي من الزوجين مصاب بتشوه صبغي, فإن هنالك نسبة تقارب ال 5% لحدوث تشوه ما في الجنين.
بالنسبة للدورة الشهرية: فإن اضطرابها لمرة واحدة فقط كل 3-4 أشهر, يمكن اعتباره طبيعيا ومقبولا, لكن إن زاد تواتر الاضطراب عن ذلك فهنا يمكن الشك بوجود سبب أو خلل هرموني, وما حدث عند زوجتك لن يؤثر على عملية أطفال الأنابيب إن شاء الله؛ لأنها سوف تتناول منشطات للمبيض, وهذه المنشطات ستقوم هي بوظيفة المبيض.
لكن إن بقيت الدورة متأخرة فيجب التأكد من عدم حدوث حمل متأخر, لذلك من الأفضل عمل تحليل للحمل في الدم في حال لم تنزل الدورة.
توكل على الله - يا أخي الفاضل- فلعل وجودك في بلد تتوافر فيه هذه التقنية المتقدمة هو من الأسباب التي سخرها لك رب العالمين لتأخذ بها, فخذ بالأسباب وتوكل عليه, فهو عز وجل خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بالذرية الصالحة والمعافاة.