أبي شديد القسوة مع أخي رغم أنه حنون معنا، فما الحل لتحسين العلاقة بينهما؟

1 420

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة عمري 21 سنة.

أعاني من قسوة والدي على أخي، هو ابنه الأكبر ولكنه يعامله بعنف منذ أن كان طفلا، يضربه ويشتمه بألفاظ سيئة للغاية، وكبر أخي وهو يكره أبي جدا، وقد حاول الانتحار مرة، هو الآن في الجامعة، ومستواه متدهور، ويدخن ويعمل أشياء سيئة، والسبب في ذلك أبي، والآن حينما يعلم أبي بتصرفاته يهددنا أنه سيقتله، وأخي أصبح غير مهتم، ولا يبالي، ومحطم، ليس لديه أصدقاء، معزول عن العالم، وكأنه يعيش في عصر آخر، ويفكر بالهرب من البيت أحيانا، وفي وسط هذه الدوامة من المشاكل، مرضت أمي، علما أن أبي لا يتصرف معنا نحن البنات كما يتصرف مع أخي.

سؤالي: ما الحل؟ بت أخاف من أن يقتل أحدهما الآخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونشكر لك هذا التواصل، وأسعدنا أنك تفكرين بهذه الطريقة، وأنت -ولله الحمد- مؤهلة في النصح لهذا الأخ، والذي نتمنى أن يقدم تنازلات، ونؤكد لك أن شدة الأب وقسوته رغم أنها مرفوضة، إلا أنها لا تبيح للابن الوقوع في معاص ومخالفات، فشجعيه على التوبة والإنابة والاستغفار الكثير، وعليه أن يتفادى ما يثير غضب الوالد، وحسن التعامل معه، وهذا من ناحية أولى، فالذي ينبغي أن يقدم التنازلات هو الأصغر، ونؤكد له أنه مأجور على كل أذى وشدة تأتيه من الوالد، والشريعة تأمرنا بحسن التعامل والبر لأباءنا وأمهاتنا، فنتمنى تشجيع هذا الأخ على الصبر والمصابرة والاحتمال من هذا الأب، وهو مأجور في نهاية المطاف.

ولا مانع من أن تكلمي الوالد في هذا الأمر، وحبذا لو تواصل معنا؛ لأنه من الخطورة بمكان الشدة في الصغر فهي ممنوعة في هذا السن، وفي الكبر تدفع الشاب إلى التهور والتحدي، وغير ذلك، ولكننا نتمنى أن يكون الأب أذنا صاغية، وطالما أنه يعامل البنات معاملة طيبة، فكلموه عن هذه المسائل واربطوه بالمشايخ، وقولوا له: هكذا قال العلماء، من أن هذه السن لا ينفع فيها هذا النوع من التعامل وكونوا حريصين على انتقاء الكلمات واختيار الوقت المناسب، وقولوا له أنك ما قصرت وقمت بواجبك، ولكننا نريد لأخينا أن يجد فرصة ويكون كذا، بهذا اللطف والطريقة، ولا مانع من المشاركة في الحل بشرط السماع من الأب ومن الأخ، وأخبرينا بكل شيء حتى نساعدكم في الوصفة العلاجية المناسبة بعد الاستعانة بالله -تعالى- مصرف القلوب.

نسأله -تعالى- أن يصرف القلوب إلى الخير، وأن يؤلف بين القلوب، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات