رائحة الفم.. أسبابها وأهم طرق علاجها

0 988

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر لكم جهودكم في هذا الموقع المميز إسلام ويب.

سؤالي: أعاني منذ زمن من رائحة نفس غير طيبة, أزعجتني جدا, ومن خلال اطلاعي عرفت أن الأسباب ربما تكون بسبب حساسية الجيوب الأنفية, أو من الأسنان, أو ربما بسبب البكتيريا الحلزونية في المعدة.

فحصت المعدة -الحمد لله- ولا يوجد شيء, راجعت أسناني عند الطبيب ولا يوجد شيء, علما أنني تقريبا أتسوك وأنظف أسناني عند كل صلاة, فقط بقي شيء واحد وهو أنني أعاني من حساسية الجيوب الأنفية إذا تعرضت للغبار, أو لغيرها من المهيجات.

والحمد لله منذ فترة وأنا بحمد الله لم أتعرض لأي من مثيرات هذه الحساسية, ولكن برغم ذلك أحس أن هذه الرائحة تخرج من أعلى الحلق, أحس بها تسيل في حلقي، وأحس بها عند بلع الطعام.

رجعت لمواقع النت أبحث وأفتش عن علاج هذه المشكلة، فلم أجد ما يشفي الغليل ويريحني, كذلك لا يفوتني أن أقول: بالرغم من عدم معاودة الحساسية لي إلا أن هناك مخاط شفاف غليظ ينزل من حلقي دائما.

وقد استشرت أحد الأطباء، فقال لي: إن هذه الرائحة تشمها أنت فقط, وهي بسبب المخاط المتعفن المتجمع في الجيوب الأنفية، ولكني لم أقتنع بكلامه؛ لأنني مرات أحس بتضايق الناس من رائحة نفسي, أصبحت بسبب هذه المشكلة أتسوك في اليوم ربما ما يفوق الخمس مرات, ولكن برغم هذا إلا أنه بعد فترة من التسوك أحس بهذه الرائحة تعاود وتنزل من أعلى الحلق.

فقط إخوتي: أريد حلا لهذه المشكلة التي أرقتني جدا، ما أسبابها؟ وهل يوجد لها حل أو علاج ناجع يريحني ويشفيني؟ وكيف أتخلص من هذا المخاط الذي لا يكاد يتوقف؟

والله المستعان والشافي, والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali jazan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد في البداية من تشخيص السبب الأساسي في هذه الرائحة, فرائحة الفم الكريهة في حوالي 85% من الحالات سببها الفم نفسه، وهناك أسباب هضمية من المعدة, وكذلك التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.

تقول إن الأسباب الهضمية قد تم نفيها, ولديك مشاكل تحسسية تتظاهر بالمخاط الشفاف الغليظ الذي ينزل دائما من حلقك، فلا بد من إجراء تصوير طبقي محوري بمقاطع جبهية للأنف, والجيوب؛ لتحديد كفاءة المكونات في الأنف والجيوب, وعلاقتها مع بعضها, ووجود سوائل متجمعة في الجيوب, وكذلك وضع فتحات الجيوب الأنفية, وقدرتها على تصريف المخاط المفرز من الجيوب, أو إذا كان هناك عائق يمنع ذلك, وهو ما يؤدي إلى تراكم هذه المفرزات المخاطية, ونمو الجراثيم التي تسبب الرائحة الكريهة.

في حال تأكد وجود المشاكل في الجيوب والأنف؛ فلا بد من حلها, وهو في البداية يكون بالوقاية من عوامل التحسس, ثم استخدام بخاخات الكورتيزون الأنفية, ومضادات التحسس الفموية, وفي حال وجود ضرورة فلا بد أحيانا من التداخل جراحيا لتوسيع فتحات الجيوب الأنفية لتسهيل خروج المخاط, ومنع تراكمه, وكذلك فقد يلزم إصلاح الوترة الأنفية, أو قطع القرينات الأنفية في حال كونها تسبب انسدادا في إحدى فتحات الجيوب.

أما في حال نفي الأسباب الأنفية لهذه الرائحة؛ فعندها يجب التركيز على الأسباب المتبقية الوحيدة, وهي الأسباب الفموية, والتي قد تكون بسبب الالتهابات المزمنة في اللوزتين والبلعوم, وتعالج اللوزتين بالاستئصال والبلعوم بالعلاجات الموضعية التي سأذكرها لاحقا, أو بسبب عدم التنظيف الصحيح للأسنان, واللثة, واللسان.

وهناك من الأسباب الهامة لرائحة الفم وجود جفاف الفم، والذي قد يكون لأسباب نفسية متعلقة بالتوتر النفسي، وقد تكون لأسباب التهابية تنكسية في الغدد اللعابية, وكذلك فإن التنفس الفموي يسبب انسداد الأنف المزمن وجفاف الفم, وكذلك استعمال أدوية معينة مثل مضادات التحسس, وبعض خافضات الضغط, وأدوية السكري والاكتئاب, وأيضا من أهم الأسباب في جفاف الفم هو التدخين, والإكثار من القهوة, فلا بد من إزالة العامل المسبب, وعلاج الحالة بحسب هذا المسبب.

بالنسبة لتنظيف الأسنان فلا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان, ولا ننسى الأسنان الخلفية, وكذلك السطوح الداخلية للأسنان, والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدأ من حافة اللثة, واتجاها نحو حافة الأسنان, وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة (الوسط), كما لا بد من تنظيف اللسان (وهو مهم جدا هنا) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات, وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظا على الحليمات الذوقية, وهو يتم بدأ من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم.

ويمكن تطبيق الملح البحري بالإصبع على اللسان بعدها بدون بلعه, ولمدة ثلاث دقائق, ثم المضمضة بالماء, وبعدها إعادة الفرشاة للسان بالطريقة المذكورة حتى تظهر الطبقة الوردية له, كما يمكن استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% (نصف ليتر) يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا) وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي, ويحرك جيدا ثم يتم المضمضة والغرغرة به.

وهناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9%, مع ملعقة صودا صغيرة مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%) حيث إن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين, واللسان, والأسنان, وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح, حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالإصبع على اللسان.

هناك الغسول أيضا بخل التفاح, وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال, فهي تعمل من ناحيتين: فاحتوائها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.

كما أن الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم, وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل، أو النعناع.

شرب شاي المرمرية (أو الميريمة) أيضا يفي بالغرض في حالة رائحة الفم الكريهة (مع مراعاة عدم الإكثار منه لأنه قد يسب جفاف الفم لوجود مادة العفص, وهو ما يؤدي للرائحة بدوره).

يذكر أن للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا, إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا, أو غمسته في القليل من الخل.

يمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر؛ لضمان رائحة أفضل لفمك.

ونذكر أن تناول الأجبان والألبان, وخصوصا صباحا له دورا في تقليل رائحة الفم باستعادة التوازن بين الزمر الجرثومية في المجرى الهضمي.

ودمتم بوافر من الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات