السؤال
السلام عليكم..
أنا متزوجة، وأعاني أحيانا من اكتئاب شديد لدرجة أنني أحب العزلة وأرغب في البكاء، ولا أحد يهتم بي، كما أنني لا أحب أن أتكلم عن مشاكلي أو عن نفسيتي هذه حتى مع صديقتي، بالرغم من أنها تخبرني عن مشاكلها وأساعدها في حلها، ولكن لا أستطيع مساعدة نفسي، ولا أعرف ما أريد!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم المهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعور بالإحباط والضجر هو جزء من المكون النفسي لكثير من الناس، ومثل هذه الأعراض يجب أن لا نستعجل في تحليلها ونعتبرها اكتئابا نفسيا، لأن الاكتئاب النفسي مرض، وله أعراض وصفات وسمات، وهو مثل الأمراض الأخرى كالسكر والضغط.
أتمنى أن تكون الحالة التي تعانين منها عابرة، -وكما ذكرت لك- هذه الأعراض تأتي للإنسان من خلال أنه قد يكون هناك شيء من عدم القدرة على التكيف، وعدم تحمل الضغوط الحياتية البسيطة، والتفكير السلبي قد يقود لتعكر المزاج.
أنصحك أن تكوني أكثر تفاؤلا، وأن تهزمي فكرة أنك مكتئبة، واسألي نفسك لماذا تكتئبين؟ فأنت على خير وفي خير، والحياة طيبة وجميلة، فاهتمي ببيتك وأسرتك، واحرصي على عبادتك في وقتها وخاصة الصلاة، وتواصلي مع الطيبات من الصالحات، واذهبي لمراكز التحفيظ الخاصة بالنساء، وتواصلي مع أهلك، وكوني بارة بوالديك، ويجب أن ترتبي وقتك، واستفيدي منه بفعالية، فالاكتئاب يتصيد الناس في أوقات الفراغ، فلا تدعي مجالا للفراغ، وعليك بتجنب الاحتقان والكتمان، فالتعبير عن النفس هو أحد المنافذ والمخارج الطيبة لإزالة الاحتقانات الداخلية، وحين يزول الاحتقان الداخلي تفرج الهموم والكرب، وانظري للأمور بأمل ورجاء، وأكثري من الدعاء أن يحفظك الله ويعينك، وأن لا يدع طريقا للحزن والهم لنفسك أبدا.
إن استطعت أن تمارسي أي نوع من الرياضة المناسبة للنساء فهذا أيضا سيفيدك كثيرا، ولا أعتقد أنك بحاجة لعلاج دوائي، ولكن إذا أطبق عليك هذا الاكتئاب فيمكن تناول الدواء، ويمكن التواصل مع أي طبيب نفسي، وأنا على ثقة أنه سيقوم بالواجب حيالك.
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.