السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
أنا فتاة عمري 19 سنة، أدرس بالجامعة، مشكلتي الأولى مع جدتي: وهو الذهاب إليها يوميا، فأنا لا أذهب إليها كل يوم، فقط يوما، وهي قريبة منا وليست وحيدة، وعندما لا أذهب إليها تطردني وهي غاضبة هل علي ذنب؟ لأنني لا أزورها كل يوم.
مشكلتي الثانية تدخل أقاربي في حياتنا: في كل شيء، الأكل التنزه، إلى آخره، خاصة أن أبي يقضي معظم وقته عندهم، وعندما أحاول التناقش معه فأنا دائما على خطأ، حتى أنه يستشيرهم في أي شيء، ونحن ليس لدينا رأي، ولا أستطيع مواجهتهم حتى لا تحدث مشكلة معهم، لكن وصل الأمر بهم أنهم يريدون تزويج أبي، ونحن لا نعلم، لكن أبي يعلم ويفكر بالأمر.
مشكلتي الأخيرة علاقة والدي: أبي وأمي دائما يتخاصمون، أبي إنسان جدي لا يحب الكلام الكثير ولا الضحك، وأمي العكس، أغلب المشكلات المال والطبخ، مع أن أمي تجيد الطبخ ونحن لا نطلب الكثير، ونخرج نادرا من البيت، علاقتنا بأبينا بعيدة جدا، لا يتكلم معنا ولا يفهمنا، حاولت أن أتكلم معه، لكن لا فائدة، فقط إذا أردنا شيئا وهذا يحدث نادرا.
خصامهم في مشكلات ليس لها فائدة -طعام، لبس، مال-، وأنا بصراحة قليلة الصلاة وذكر الله، وأحاول التغير.
نحن نتغير لكن أبي لا يتغير ويزيد غضبا دائما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ hana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونبدأ ونريد لأمثالك الجيدات المميزات أن تكون لهن علاقة وثيقة برب العزة والجلال، ولذلك أرجو أن تبدئي بالاهتمام بالصلاة، والاحتفاء بها، والمواظبة عليها، فإن الله هو الوهاب، وهو الرزاق، وقلب الوالد وقلوب الأقارب وقلب الجدة وقلوب الخلق بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأقصر طريق يصلح به الإنسان ما بينه وبين الناس هو أن يصلح ما بينه وبين الله -تبارك وتعالى-.
ثم إنا ندعوك إلى الاقتراب من الوالد، والاجتهاد في بره، والسعي في إرضائه، وتفهم نفسيته، فأنت -ولله الحمد- في مقام كبير، عليك أن تحسني للوالدة وتطيبي بخاطرها، وتشكري مجهوداتها، وتثني على إنجازاتها، وتقتربي من الوالد أيضا وتشكريه وتحاوريه، فأنت -ولله الحمد- أصبحت كبيرة وناضجة، والدليل هو هذه الاستشارة التي تواصلت بها مع موقعك، نسأل الله أن يعينك على الخير.
وحاولي أيضا مع الجدة، طالما كان المكان قريبا لماذا لا تحاولي زيارتها ولو لثواني معدودة، ولو لدقائق معدودة، واعلمي أن هؤلاء الكبار في السن درر، عندهم الخبرة وعندهم الحكمة وعندهم الحنكة، ولن يضرك شيء الذهاب إليها، وحاولي دائما مداراة الناس ومجاراتهم خاصة الكبار من الأقارب أو نحوهم، وإذا اقتربتم من الوالد فإنه لن يتأثر بآراء الآخرين، لكن عندما تبتعدون عنه، عندما تجعلون بينكم وبينه حواجز وهمية فإن الأقارب وغيرهم سينفردون به ويؤثرون عليه، ولذلك الحل هو أن تقتربوا منه.
الحل أيضا هو أن يكون البيت هادئا مشجعا على المجيء، فلا تفتعلوا معه مشاكل في الأمور الصغيرة والكبيرة، إن العلاقة بين الوالد والوالدة أكبر من الطعام والشراب، والعلاقة بينكم وبين الوالد أكبر من هذه المشكلات الصغيرة كما أشرت، ولذلك نتمنى أن يحصل منك توافق مع الجميع، وحرص على إرضائهم، واكتموا خبر رغبته في الزواج أو عرض زواجه على الوالدة، وحاولي أيضا أن تقربي بينه وبين الوالدة، التي ينبغي أن تهتم به وتحتفي به، وأنتم جميعا ينبغي أن تهتموا به، لأننا نؤكد لكم أن كثيرا من الآباء في هذه المراحل يشعرون أن الأبناء والبنات مالوا لأمهم وتركوا الأب وحيدا، نحن نريد أن نذكر أن الشريعة تأمركم ببر الوالد وبالإحسان للوالدة، والشريعة عدل كلها، فاهتموا بالوالد واقتربوا منه، وكوني أنت كبيرة، وأنت -ولله الحمد- ناضجة كما قلنا، والدليل هو هذه الاستشارة التي نرد عليها.
حاولي أن تقتربي من الوالد، وأزيلي الحواجز الوهمية، واحتملي ما يصدر منه لأنه والد، والإنسان إذا صبر على والده واحتمل من والدته أو والده فإنه يؤجر عند الله، فتذكري الحسنات وتذكري توفيق رب الأرض والسموات.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.