السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ 23 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي المزمن، ومن الوسواس القهري، بحيث إني أستعمل دواء (نو-ديب).
سؤالي هو: هل استعمال دواء (زيروكسات) مع (نيو-ديب) يؤثر على الصحة؟ علما أنني أعاني من طنين في الأذن نتيجة الدواء النفسي، فهل يسبب السرطان؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا دائما أفضل ألا يتسرع الناس في تشخيص أنفسهم، خاصة في التشخيصات النفسية، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن يكون تشخيصك النفسي على أسانيد وبواسطة الطبيب النفسي، وأنت ذكرت أنك تعاني من رهاب اجتماعي، وعادة الرهاب الاجتماعي لا يكون مزمنا، ربما يكون هنالك نوع من الخجل، وعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي، أو أن شخصيتك تحمل بعض السمات الانطوائية.
أما الوسواس القهري فقطعا أعراضه ظاهرة، والتداخل ما بين الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، معروف بأن كلاهما يأتي تحت القلق النفسي.
عموما إذا اعتبرنا أن تشخيصك هذا صحيح، فأقول: إن أهم علاج هو العلاج النفسي السلوكي، والذي يتمثل في تصحيح أفكارك حول الخوف الاجتماعي، يجب أن تسأل نفسك ما الذي يجعلك تخاف، أنت لست أقل من الآخرين في شيء، ويمكنك أن تتفاعل كما يتفاعلوا.
والوسواس القهري إذا كان فكرة أو فعلا، فيجب تجاهلها وتحقيرها والقيام بما هو ضدها، -أخي الكريم- الوسواس القهري يحتاج لشيء من الرقابة الذاتية والإصرار على التغيير، والإصرار على التحسن، ويجب أن تتفاعل مع الحياة فهو مهم، فأنت شاب والمستقبل أمامك فيجب أن تتفاعل على المستوى الأسري، وفي وظيفتك، وينبغي أن تمارس الرياضة الجماعية والحرص على الصلوات في المسجد مع الجماعة، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخيرية، هذا يعالج حالتك النفسية، وكذلك الرهاب الاجتماعي والوساوس القهرية.
العلاجات الدوائية قطعا لها دور، لكننا لا نريد أن يعتمد الناس عليها اعتمادا كاملا، الدواء يمهد لحسن الأداء من حيث التأهيل السلوكي والاجتماعي.
عقار (زيروكسات) من العلاجات المتميزة لعلاج الرهاب الاجتماعي، والوساوس القهرية، وأما الدواء الذي ذكرته (نيو- ديب) فهو دواء غير معروف بالنسبة لي، وقطعا حين تقابل الطبيب النفسي ولو لمرة واحدة سوف يفيدك في هذا الأمر، ولكن عموما (الزيروكسات) دواء محترم وسليم وفاعل، وليس هنالك علاقة لهذا الدواء بالسرطان، أسأل الله أن يحفظ الجميع.
الطنين في الأذن لا أعتقد أن هنالك دواء نفسيا يسبب الطنين في الأذن، إذا كان لديك هذا الطنين، وهو مزعج فيجب مراجعة الطبيب فيه، وأحيانا يكون هنالك تجمع للشموع داخل الأذن، أو التهابات بسيطة ومراجعة الطبيب ستحسم هذا الأمر، وستجد العلاج المناسب، أما الدواء النفسي فلا يسبب ذلك.
وإذا كان الطنين سببه القلق النفسي كما يحدث في بعض الحالات، فإن الدواء النفسي يعتبر وسيلة علاجية، وليس وسيلة لتسبب المرض.
بارك الله فيك وأسأل الله لك العافية والشفاء.