السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أواجه مشكلة سببت لي الأذى النفسي والطبي والاجتماعي، حيث إنني في يوم من الأيام عندما كنت خارجا مع أصدقائي في رحلة إلى بركة السباحة، وعندما كنت أدخن الشيشة أحسست فجأة بدوار وزغللة في العين، واستمر هذا الدوار إلى حين كتابة هذا السؤال لديكم، ذهبت عدة مرات إلى المشفى، ولكن لم أر أي نتيجة مع ذلك.
علما بأن الأعراض هذه تحصل لي لأول مرة، وأنا أؤكد لك بأن الشيشة ليست السبب؛ لأني كنت مدخنا من قبل، هذا يحصل لي أول مرة، ولكني الآن و-بفضل الله- أقلعت عنها، الأعراض التي تصيبني حين الدوار لا أستطيع أن أشرحها، ولكنها تشبه الإحساس بالموج وكأني في البحر، وأحس بالأموج تدفعني تارة، وترجعني تارة أخرى، وعندما يحصل لي هذا الشعور أحس بخوف شديد وقلق شديد حيث إني أحس بعد ذلك بأني لا أقدر على الوقوف، ورجلي لا تستطيع أن تحملني، وأخاف أن أسقط مغمى علي.
ابتعدت عن الناس بسبب هذا الحالة، ولازمت البيت حتى إن الجامعة قررت فصلي بسبب الغياب المتكرر، خسرت 13 كيلو غرام في ظرف ستة أشهر، حياتي حتى مع عائلتي تغيرت حيث أصبحت أحب الجلوس وحدي، الكل من معارفي يقول لي إني تغيرت عليهم، أطلب منكم أن تعرفوا ما هي حالتي؟ ولماذا أواجه هذا المتاعب؟
علما بأني أعاني من هذا المشكلة منذ سبعة أشهر من الآن.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تحتاج للذهاب لطبيب الأنف والأذن والحنجرة للفحص، وهو فحص يجريه أطباء الأذن والحنجرة، وأمراض الأذن المفاجئة والالتهابات الفيروسية التي قد تصيب الأذن الداخلية أو جهاز التوازن عند الإنسان ربما تؤدي إلى هذا النوع من الأمراض، -وإن شاء الله تعالى- هو بسيط، بعد أن يحدد السبب، هذا من جانب.
الجانب الثاني وهو الجانب النفسي قد يكون ثانويا، بمعنى أنه قد يكون حدث لك دوار نتيجة لإصابة مفاجئة بفيروس مثلا في الأذن الداخلية، ونسبة لأن هذه الأعراض بالفعل مزعجة لصاحبها ومخيفة، أصبحت بعد ذلك متخوفا نسبة لللقلق التوقعي الوسواسي، هذا أثر عليك نفسيا وجعلك تفقد الكثير من الوزن، وتحس بعدم الارتياح العام، قد يكون الأمر ناتجا من ذلك، وحين تذهب لطبيب الأنف والأذن والحنجرة، قطعا سيجري لك الفحوصات العامة، وسيتأكد من مستوى الدم، وظائف الغدة الدرقية والكبد والكلى، وسيطمئنك هذا بحد ذاته، وإن وجد أي خلل سيتم علاجه.
إذا رأى طبيب الأنف والأذن والحنجرة أنك لا تعاني من أي علة في الأنف والأذن والحنجرة تفسر هذا الدوار، وقطعا هذا الطبيب لن يعتمد على الفحص الإكليكني فقط، لا بد أن يقوم بصور مقطعية للجيوب الأنفية وللدماغ حتى يتم التأكد من أن الأمور كلها تمام، إذا اتضح أن الأمر قلقي غالبا فسيعطي لك هذا الطبيب دواء تحت مسمى البيتاسرك، وهو من الأدوية الممتازة جدا، وربما تحتاج لدواء بسيط مزيل للقلق مثل عقار دوجامتيل، أعتقد أن الأمر لن يتعدى هذا، وأرجو أن تعمل بهذه الإجراءات التي نصحناك بها، وإن شاء الله تعالى سترجع لطبيعتك الأولى وسيأتيك التعافي.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والصواب.