ابنتي تعاني من حالة نفسية وقد حاولت الانتحار، فما نصيحتكم

0 407

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي عمرها 15 سنة، حاولت الانتحار قبل يومين ببلع تسع حبات من (اكسترا بندول)، -والحمد لله- تم إنقاذها، لكن الآن تعاني من حالة نفسية وبكاء مستمر وخوف وتعب، وإرهاق بكامل جسدها وعدم التركيز.

سؤالي: كيف أتعامل معها؟ هل تحتاج إلى طبيب نفسي؟ هل هذه الحبوب لها تأثير على صحتها، الكبد أو الكلى أو المعدة مستقبلا؟ وهل هذه الأعراض النفسية من آثار الدواء؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة نحن ننزعج كثيرا حين يحاول أبنائنا أو بناتنا في مثل عمر ابنتك – حفظها الله – محاولات الانتحار، هذا أمر نأخذه على محمل الجد، بالرغم من إدراكنا التام أن معظم هؤلاء الأطفال واليافعين لا يريدون حقا قتل أنفسهم، لكن الواحد منهم قد يموت خطئا، والتمادي في هذه المحاولات مزعج جدا حقيقة.

الأسباب قد تكون كثيرة، قد تكون انفعالية لحظية، قد يكون نوعا من شد الانتباه والبحث عن العطف أو الخروج من مشكلة، أو أن تجعل الآخرين يحسون بالذنب حيالها، وربما يكون هنالك عسر في المزاج ولم تجد أي مخرج أفضل من أن تتناول هذه الحبوب، والبعض يعتقد أن مثل هذه المحاولات هي صرخة مساعدة، تعبيرا عن طلب المساعدة، لكن قطعا بطريقة مرفوضة.

البنادول من الأدوية الخطيرة بالرغم من أنه دواء بسيط جدا، ويتم شراؤه بدون أي ضوابط، إلا أنه قطعا له تبعات سلبية جدا خاصة على الكبد إذا تم تناوله بجرعات كبيرة.

ابنتك – حفظها الله – لا أعتقد أن هنالك مردود سلبي عليها من التسع حبات التي تناولتها، -الحمد لله تعالى- صحتها الجسدية لم تكن تأثرت، لكن يجب أن نكون حذرين جدا ألا تكرر مثل هذا الفعل، لأن التكرار والتمادي في هذا النهج واستسهال محاولات الانتحار له تبعات سيئة، ربما يموت الطفل أو اليافع خطئا، واستسهال الممارسة نفسها هو نوع من اضطراب السلوك ويضعف الطفل أو اليافع أو الشاب أو الشابة نفسيا ووجدانيا.

الذي تحتاجه ابنتك الفاضلة – أيتها الأخت الكريمة – هي أن تعرف خطأ ما قامت به، ويقال لها هذا بصورة ودودة ولطيفة، ونؤكد لها أننا نعرف أنها لا تريد أن تقتل نفسها، لأن الانتحار حرام، لأن ليس هنالك ما يدعوها لهذا العمل القبيح، وأنها قامت بهذه المحاولة بحثا عن مخرج لضغط نفسي ما، لكن هنالك أساليب وطرق أفضل من ذلك، يعني نملكها الحقائق، وفي ذات الوقت نستمع لها ونجعلها تفرغ نفسها تفريغا نفسيا، ونحاول أن نعطيها اعتبارها، وأنت كأم قطعا يجب أن تكوني المفتاح الرئيسي في حياة ابنتك، من حيث التوجيه، من حيث إظهار المودة والمحبة لها، وأيضا مساعدتها في إدارة وقتها، وصرف انتباهها عن المضايقات النفسية، وأن تعطيها وتبني لها خيالا رحبا حول مستقبلها وإكمالها لدراستها، والزواج، ويجب أن تعرف أن هذه المحاولات الانتحارية والسلوك المماثل تقبح صورة البنت جدا لدى المجتمع.

يقال لها هذا الكلام التحذيري مع شيء من التشجيع، أي لا نكون انتقاديين أو انتقاصيين، وأعتقد إذا قمت بمقابلة أحد الأطباء المختصين في الطب النفسي للأطفال واليافعين، هذا أيضا سيكون أمرا جيدا، على الأقل سوف تكسري هذه الحلقة النفسية، وقطعا من خلال التوجيه والإرشاد تستطيعين أن تصلي إلى نتائج إيجابية مع ابنتك.

ولا بد أن أشير إلى نقطة أخيرة وهي: أن الاكتئاب أصبح الآن وسط اليافعين موجودا، لا أقول أن ابنتك مكتئبة، لكن هذا الأمر أيضا يجب أن نضعه في الاعتبار، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يتأكد حول هذه النقطة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات