السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا تزوجت وعمري 19 عاما، وحملت وأنجبت طفلا وعمره سنة وشهرين تقريبا، وعمري حاليا 22 عاما، أعاني من تساقط شعر شديد جدا وحكة وقشرة كثيرة في الشعر، وأحيانا أعاني من صداع شديد يرافقه ألم في العين، وأحيانا يكون الصداع في نصف الرأس الأيمن مع العين اليمنى، وأحيانا يكون هناك دوار واختلال في التوازن واختلال بسيط في الرؤية لثوان قليلة ثم يختفي، وأشعر بثقل في الرأس، وأشعر بالألم مثل النبضات في الرأس مع التنميل في مكان معين من الرأس، مع العلم أني أعاني من ضعف نظر، وأستخدم النظارة للرؤية الواضحة، ولكن قلقت من الصداع وتساقط الشعر.
أتمنى تفيدوني، وألف ألف شكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لمشكلة تساقط الشعر الشديد كما ذكرت، فمن المعروف - أختنا الكريمة – أن الشعر الموجود في الفروة يكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو Anagen، ومرحلة الكمون Catagen، ومرحلة السقوط Telogen، حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، لكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط، وتستغرق الفترة من الدخول المبكر لمرحلة الكمون حتى حدوث التساقط، حوالي 4 شهور.
ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات جراحية أو ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذى سببه، أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، التوتر والقلق، ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، والكشف الطبي على الشعر للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعانين منه، واستبعاد وجود بداية للصلع الوراثي، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وبالأخص لوجود شكاوى أخرى عامة من الصداع وضعف الإبصار، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت – لا قدر الله -، وقد يقوم طبيب الأمراض الجلدية مع عمل الفحوصات والإجراءات اللازمة من خلال تقييمه للمشكلة، بتحويلك إلى أطباء آخرين متخصصين لتقييم وعلاج المشكلات الأخرى المذكورة، والتي من الغالب سيكون لها علاقة بمشكلة تساقط الشعر الذي تعانين منه، مع الأخذ في الاعتبار بنصائح مستشار الأمراض الباطنية العامة في رده على شكواك.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى Telogen Effluvium، ويختلف عن الصلع الوراثي، وعلاجه يكون بتجنب وعلاج الأسباب التي أدت لحدوث التساقط بشكل فعال، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر مثل Anastim or decros for men، أو الفيتامينات والمكملات الغذائية مثل priorin n لفترة زمنية محددة، للمساعدة في عودة الأمور لسابق عهدها.
وهذا النوع من التساقط يختلف عن الصلع الوراثي، والذي يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس، بالإضافة لصغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، ويمكن أن يصاب الشخص بنوعين من التساقط معا، وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل، بالجرعة السليمة ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت علية سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة على الأقل، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.
والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك للاهتمام بصحتك العامة، وكيفية العناية بالشعر حتى تجعله ينمو في أفضل صورة وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك، ولعلاج التقصف وما شابه:
• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعدا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر.
• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
وأخيرا بالنسبة للقشور والحكة بفروة الرأس، فهي في الغالب نوع من أنواع الأكزيما الدهنية، وهو مرض جلدي مزمن قد يلازم المريض لفترات طويلة، ويظهر في صورة حكة واحمرار وقشور في الأماكن الدهنية بالوجه، وربما بعض الأماكن الأخرى مثل: الأذن والصدر، ويختلف في شدته ودرجة انتشاره من مريض لآخر، وفي حالتك ومن خلال الوصف المذكور الإصابة محددة بفروة الرأس، وهذا النوع من الأكزيما أو الالتهاب يكون متكررا، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته ثم يعاود الظهور أو التهيج مرة أخرى.
ويجب التكيف مع المشكلة التي تعانين منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن في ذات الوقت حتى تتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية، لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل Betnovate scalp application or Elocom lotion، بواقع مرة واحدة يوميا لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة، ثم تستمري بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعيا حسب الحاجة بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا، حتى تحافظي على فروة الرأس صحية وخالية من القشور، ومن هذه الشامبوهات الأنواع التي تحتوي على مادة Selenium sulphide أو Phytheol intense أو Decros antidandruf أو Kelual DS، وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعانين منها، وإذا عادت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي لكن لوقت قصير، وبذلك يكون العلاج لفترات قصيرة وبشكل متقطع، وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعانين منها بدون آثار جانبية – إن شاء الله -، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور/ محمد علام: استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور/ عطية إبراهيم محمد: استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال عمرك وعمر الطفل وتاريخ الزواج، نستدل أن المنظومة الهرمونية لديك جيدة وتم - ولله الحمد -الحمل والولادة بعد الزواج مباشرة، والأعراض التي تعانين منها، ومنها: الصداع، والثقل في الرأس مع الدوار، وتساقط الشعر، كل ذلك يشير إلى وجود أنيميا بسبب نقص الحديد وبسبب تجربة الولادة، وربما بسبب زيادة عدد أيام الدورة للسيدات اللاتي يضعن لولبا لتنظيم الأسرة، وعلى ذلك يجب عمل تحليل صورة دم كامل، وأخذ الفيتامينات المناسبة لعلاج الأنيميا، ويمكنك تناول كبسولات Materna، كبسولة واحدة يوميا مع تناول كبسولات فيتامين د مع حبوب الكالسيوم، وشرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان مع التغذية الجيدة، لأن حالة الأنيميا مع نقص بعض العناصر الغذائية تؤدي إلى تساقط الشعر، وإلى الصداع وضعف الإبصار.
ويحتاج الدم مدة شهرين من تناول الفيتامينات والغذاء الصحي حتى تنضبط نسبته، وتصبح نسبة الهيموجلوبين فوق 12 إلى 13 جرام، أما بخصوص تساقط الشعر والقشرة، فمن المعروف أن الشعر مثل الشجر ينمو ويكبر ويموت وينبت شعر مكانه، وهذه سنة الحياة وكل يوم يتساقط بعض الشعر وينمو غيره، ولكن إذا كان التساقط زائدا عن الحد فلذلك أسباب ومنها كما قلنا ضعف الدم وسوء التغذية، وهذه تحتاج إلى تقوية الدم كما قلنا ومن بين الأسباب أيضا المعاملة السيئة للشعر، مثل: التجفيف بمجفف الشعر، ومحاولة الفرد المتكرر، وشد الشعر أثناء التسريح، ونقص بعض المكونات الغذائية مثل الزنك، وهو عنصر ومكمل غذائي موجود منفردا في الصيدليات، أو كجزء من كبسولة الفيتامينات ويمكنك تناوله لتقوية الشعر.
والحناء الطبيعية من الأشياء التي تقوي الشعر، وكذلك نبات الصبار حين يتم أخذ قلب ورقة النبات، وعمل عصارة منه بدون تخفيف بالماء على الخلاط، وتستعمل مثل الشامبو لغسل الشعر مع ترك العصارة 20 دقيقة على الشعر قبل الشطف، فله فائدة كبيرة في التخلص من قشرة الشعر، ويمكن تكرار ذلك مرتين في الأسبوع، وهناك شامبو طبي يسمى نيزورال يمكنك غسل الشعر به مرتين في الأسبوع أيضا.
وفقك الله لما فيه الخير.