ماذا أفعل مع ابني الذي له علاقة مع فتاة أجنبية؟

0 213

السؤال

السلام عليكم.

لدي ولد عمره 17 عاما, تعرف على فتاة من جنسية أخرى منذ عامين, وقد نهرته عدة مرات, وخوفته بالله, وقد أظهر لي بأنه ابتعد عنها, ولكنه خلال هذين العامين اكتشفت أنه ما زال يراسلها على الجوال (بلاك بيري) وقد سحبت منه الجوال, وبعد فترة وعدني بأنه لن يكلمها, ولكنه أخلف وعده, واكتشفت أنه يكلمها من جوال والدته, فماذا أعمل جزاكم الله خيرا؟ وهل علي ذنب أو إثم في حال أنه لم يقطع علاقته بها؟

أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أيها الأب الكريم، ونشكر لك هذا الحرص، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقر عينك بصلاح هذا الولد الذي نتمنى أن تستخدم معه أسلوب الحوار والإقناع، فهذه المرحلة العمرية لا تنفع فيها الأوامر، فلا بد أن تعطيه شيئا من الثقة والحذر، وحاول أن تبين له خطورة هذه الممارسة على حياته وعرضه، فإن صيانتنا لعرضنا تبدأ من صيانة أعراض الآخرين.

كما نتمنى أن تكون الوالدة على وفاق معك، حتى تحاصروا هذه المسألة، فلا ينبغي أن يستخدم جوال الوالدة، وينبغي أن تحرص هي كما تحرص أنت وتتفقا على خطة موحدة في التعامل مع هذا الوضع، ويمكن أن تبين له أنه لا ينبغي أن تضطروا لزجر الفتاة وتخوفونها وتردعونها؛ لأن في هذا إحراج له، وقل له إذا لم تتوقف فإننا سنتخذ إجراءات ضد الفتاة، وقد تتورط أنت في حال تواصلك معها.

المهم أن تستخدموا معه كل الأساليب، ونحن نعتقد أن هذه المرحلة ينفع معها فيها الإقناع، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الشاب قال له أترضاه لأمك، أترضاه لأختك، والنبي عليه الصلاة والسلام استخدم مع الشاب 8 نظريات تربوية، فالنبي صلى الله عليه وسلم قربه، فقربوا الولد، والنبي تقبله فتقبلوه، والنبي أمنه ليقول ما في نفسه، وأمنه من ضرب الضاربين، واحتواه عليه الصلاة والسلام، وحواره، وأقنعه، وتواصل معه جسديا فوضع يده الشريفة على صدره، ودعا له، فماذا كانت النتيجة فما فكر الفتى في مثلها أبدا.

ولذلك قبل أن تزجره وتنهاه، لا بد من أن تتخذه صديقا، وتقترب منه، وتحاوره وتكلمه بهدوء، وكل هذه الأمور، وتبين له عواقبها، ولا تيأس ونحن علينا أن نبذل الأسباب والهداية بيد الوهاب سبحانه وتعالى.

وهذا الابن في هذا السن مكلف شرعا، فإذا بذلت ما عليك ولم تقصر في التوجيه، واستخدمت كل الوسائل ثم بعد ذلك من ورائك استطاع أن يتواصل فالإثم عليه وحده، فالله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهو يحاسبنا على التقصير، ولا يحاسبنا على القصور، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحه، وأن يلهمه السداد والرشاد.

ونتمنى أن تكون لك جلسات حوار واقتراب منه، وإعطائه شيئا من الثقة، بل ينبغي أن تسعى في تزويجه بالحلال، حتى لا يستمر في هذا الطريق.

ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحه، وأن يلهمه السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات