الاكتئاب تسبب في طلاقي وكرهي للحياة، أرشدوني لطريق الأمل

0 256

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 21 سنة، تطلقت قبل عام بسبب مرض الاكتئاب المصاحب لنوبات هلع، فقد كرهت حياتي منه، وبعدها تعالجت بدواء (سبراليكس)، بقيت بعض آثار الاكتئاب لكن الهلع والخوف قد انتهى، وبعد عشرة أشهر انتكست حالتي ورجع لي الاكتئاب مع نوبات الهلع الشديدة، أحسست وقتها أنني فقدت نفسي بعد أن رجع لي القلق والخوف، وذهبت إلى العيادة النفسية، ووصفوا لي (فلوزاك) مع (لمكتال)، ولكن لم أتحمل أعراضه الجانبية، وغيرته لي الطبيبة بحبوب (سيروكسات) مع (لمكتال)، وأخذته مدة شهر ولم ينفع معي بل زادني كرها للحياة، وما يحدث لي من آلام بعدها، جربت دواء (أنفيقا) فأصبحت كالمجنونة أمشي بكل أرجاء المنزل من شدة التعب الذي أحس فيه، وتركته.

وأنا الآن موصوف لي (إيفيكسر) مع (لمكتال)، ولي ثلاثة أسابيع استخدمه، ولكن أحس أن حالتي سيئة ونومي قل واكتئابي زاد، وكرهت كل شيء حتى أهلي، أحس أنني لا أطيقهم ولا أحب أن أتكلم معهمم أو مع أي أحد، وأصبحت لا أخرج من الغرفة إلا وقت الصلاة، وأنا الآن تائهة لا أعلم هل أخذ دواء آخر أم أترك الحبوب النفسية؟ لأنني لا أحس أنها تفيدني بل تزيد من حالتي، فقد أحسست بعد تناول (الأفيكسور) أنني لا أعرف نفسي ولا أحس بذاتي، وأتصرف من دون وعي، فلا أعلم ما أفعل وأنا تائهة بين هذه الحياة التي لاأحس بوجودي فيها، بل كأنني بعالم مجهول، أتمنى أن أكون بينت لكم حالتي، وأتمنى أن ترشدوني للطريق الصحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله -تعالى- أن يصلح أمرك وأمر زوجك، وأن يوفق الله بينكما، والذي أراه -أيتها الفاضلة- أن الفكر السلبي التشاؤمي هو الذي يسيطر عليك، وهذا النوع من الفكر يدفع صاحبه إلى الاكتئاب، والاكتئاب هو عبارة عن مشاعر سلبية وأفكار سلبية، أي أن الإنسان يكون سلبيا في أدائه، ولذا أجمع علماء النفس والسلوك أن الإنسان في مثل هذه الحالة يجب أن يكون مصرا على أن يؤدي ما عليه ، وأنت -الحمد لله- تقومين بالصلوات وهذا أمر جميل، ولهزيمة هذا الاكتئاب عليك بمزيد من الفعالية، شاركي في أعمال المنزل، واقرئي واطلعي وتواصلي اجتماعيا، واذهبي لمراكز تحفيظ القرآن، وانخرطي في الجمعيات الثقافية والاجتماعية والدعوية، فالحيوية وزيادة الأنشطة والالتزام بها، هي مكافأة داخلية عظيمة للنفس، وتجعل المشاعر السلبية تتقلص، وكذلك الأفكار السلبية تنتهي، وتحسي -إن شاء الله- بإنفراج إيجابي في مزاجك.

النظرة التفاؤلية نحو المستقبل مطلوبة جدا، والعلاج الدوائي له دوره، والتنوع من دواء لآخر، ليس أمرا جيدا، والصبر على الدواء هو الأحسن والممتاز، والالتزام بجرعته، ولتكن الجرعة صحيحة، وقد مر علينا من خلال ممارستنا للعمل وحرصنا على المرضى هنالك من لم يستجب للعلاج إلا بعد ستة أشهر، هذا الكلام لا مبالغة فيه، وأنا أعرف أنه هنالك من لم يصبر هذه المدة، ولكن الذين صبروا كوفئوا مكافأة عظيمة، فلا تستعجلي وتتوقفي عن الدواء، ولا تبني وشاحا سلبيا نحو الدواء، اقدمي الآن عليك تناول (الافكسر)، وهو من أفضل الأدوية، وهنالك أبحاث تقول أن ( 30% ) من الذين لم يستجيبوا للأدوية الأخرى سيستجيبون (للأفكسر)، إذن هو دواء أكثر فعالية، وأعتقد أنه يجب الصبر على الدواء، وتناوله بالتزام، ولا تقطعي الأمل والرجاء فيه إلا بعد انقضاء ثلاثة أشهر، على الأقل، وأنا متأكد أنه سيفيدك -إن شاء الله تعالى- هذا مهم جدا.

الأمور الحياتية وعدم إحساسك بوجودك هذا من الاكتئاب، ومن عسر المزاج، و-إن شاء الله تعالى- حين تغيرين من أفكارك وتبدلي مشاعرك من خلال الإنجاز، ويجب أن تكون هنالك فعالية وإصرار على الإنجاز، وهذا هو الذي سيهزم الاكتئاب النفسي، وأعتقد أن حالتك تحتاج لمواصلة مع الطبيب لأنه أعطاك أدوية أخرى (كالامكتال) فهو دواء داعم، ولكنه دواء تخصصي جدا، وأيضا قلت أنك تناولت عقار (انفيجا) وقد سبب لك الملل الحركي حتى أنك لا تستطعين الجلوس في مكان واحد، و(الانفيجاء) دواء خاص يعطى لحالات خاصة جدا، فأعتقد أن حالتك تتطلب المواصلة مع طبيبك.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات