السؤال
السلام عليكم.
منذ سنتين وأنا عندي قشرة وشحوم في الرأس، مع ألم في جلد الرأس، استشرت دكتورا وقال لي: التهاب جلدي، وأعطاني مراهم وشامبو، والالتهاب والتهيج خف على العلاج، المشكلة في القشرة كثيفة جدا، وعندي مقدمة رأسي شعرها خفيف.
أريد علاجا فعالا للقضاء على القشرة، والتهاب الجلد، وعلاج إرجاع شعري كما كان في الماضي، بعد العلاج السابق القشرة عندي عريضة، وبيضاء، ورقيقة، مثل قشرة الجروح بعد الشفاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور أن ما تعاني منه هو نوع من أنواع الأكزيما الدهنية، وهو مرض جلدي مزمن قد يلازم المريض فترات طويلة، ويظهر في صورة حكة، واحمرار، وقشور في الأماكن الدهنية في الوجه، وربما بعض الأماكن الأخرى مثل: الأذن، والصدر، وفروة الرأس، ويختلف فى شدته، ودرجة انتشاره من مريض إلى آخر.
وفي حالتك، ومن خلال الوصف المذكور الإصابة محددة بفروة الرأس، وهذا النوع من الأكزيما أو الالتهاب يكون متكررا؛ بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور أو التهيج مرة أخرى.
ويجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن فى نفس الوقت؛ حتى تتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذة المشكلة مثل: Betnovate scalp application or Elocom lotionبواقع مرة واحدة يوميا لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة، حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة، ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعيا حسب الحاجة، بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا حتى تحافظ على فروة الرأس صحية وخالية من القشور.
ومن هذه الشامبوهات الأنواع التي تحتوي على مادة ال: Selenium sulphideاو Phytheol intense أو Decros antidandruff أو Kelual DS وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها، وإذا عاودت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وبذلك يكون العلاج لفترات قصيرة وبشكل متقطع، وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها بدون آثار جانبية إن شاء الله.
وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وبعد التأكد من التشخيص بعد أخذ التاريخ المرضي لمشكلة ظهور القشور بدقة وإجراء الفحص الإكلينيكي اللازم لوجود أنواع متعددة من القشور، من أهمها الصدفية ولا مانع كذلك من زيارة طبيب أمراض نفسية، وعصبية؛ لأنه فى بعض الأحوال يكون الألم في فروة الرأس مرتبط ببعض أنواع الصداع، أو غيرها من الأمور النفسية والعصبية.
أما بالنسبة لتساقط الشعر أو الشعر الخفيف الذي تعاني منه: فأتصور أنه نوع من أنواع الصلع الوراثي، ولكن لابد من سرد المعلومات الآتية حتى تكتمل الفائدة إن شاء الله، فمن المعروف - يا أخانا الكريم- أن الشعر الموجود في فروة الرأس يكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو ال Anagen ومرحلة الكمون Catagen ومرحلة السقوط Telogen، وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون فى مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بشكل مثالي، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط، ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 شهور.
ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، عمليات الجراحية، ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذى سببه.
أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.
ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر؛ للتأكد من نوع تساقط الشعر الذى تعاني منه، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض بشكل فعال من خلال الطبيب، حتى تعود الأمور إلى سابق عهدها إن شاء الله.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى ال: Telogen Effluvium وعلاجه يكون بتجنب وعلاج الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط بشكل فعال، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر مثل: Anastim or decros for men أو ما شابه، وبعض الفيتامينات والمكملات الغذائية مثل: priorin n لفترة زمنية محددة للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، وهذا النوع من التساقط يختلف عن الصلع الوراثي الذى يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس، بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، وهذا ما أتصور أنك تعاني منه.
ويمكن أن يصاب الشخص بنوعي التساقط معا، وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي: فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة على الأقل، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.
المعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك للاهتمام بصحتك العامة، وكيفية العناية بالشعر حتى تجعله ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك ولعلاج التقصف وما شابه:
• الاهتمام بالتغذية الصحية (لابد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون بالتباعد لكى تبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.
• يفضل تخفيف الشعر برق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد السنون من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراى الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبعات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.